يظل مذاق الحلوى سحريًا بالنسبة للكثيرين، ومع ذلك يثير جدلًا صحيًا حول أنواع الحلوى الأكثر اعتدالًا في تأثيرها على الجسم.
وفقًا لموقع Everyday Health، تختلف جودة الحلوى من نوع إلى آخر تبعًا لمحتواها من السكر والدهون والإضافات الصناعية، مما يجعل بعض الخيارات أكثر قبولًا في النظام الغذائي المتوازن.
حلويات صحية.. حين تصبح الحلوى صديقة للجسم
رغم أن الحلوى لا يمكن تصنيفها غذاءً صحيًا بطبيعته، إلا أن بعض الأصناف توفر عناصر غذائية طفيفة وتخفف من أثرها السلبي. من بين هذه الأنواع تبرز الشوكولاتة الداكنة الغنية بالكاكاو، إذ تحتوي على مضادات أكسدة تدعم القلب وتساعد تدفق الدم، كما أن قطعة صغيرة منها تمنح الإحساس بالشبع مع تقليل السكر.
أما الحلوى التي تحتوي على مكسرات مثل زبدة الفول السوداني أو الحلوى المغلفة بالشوكولاتة، فهي خيار أفضل لمن لا يرغب في التخلي عن الطعم الحلو. وجود البروتين والدهون الصحية في المكسرات يقلل سرعة امتصاص السكر في الدم ويجعل الوجبة أكثر توازناً.
المكسرات داخل الحلوى: إضافة مفيدة
تقول أخصائية التغذية رينا فرانكو إن وجود المكسرات في بعض أنواع الحلوى لا يجعلها غذاءً مثاليًا، ولكنه يرفع قيمتها مقارنةً بالأنواع القائمة على السكر وحده. فالفول السوداني يوفر أليافًا وبروتينًا يحدان من الجوع ويساعدان على استقرار مستوى السكر، لذا يمكن تناول كمية صغيرة من هذه الحلوى بشرط أن تكون ضمن اليوم الغذائي المحسوب.
حين يخدعك اللون الزاهي والطعم السريع
ليست كل الحلوى متشابهة في تأثيرها على الجسم. تلك القائمة على السكريات البسيطة والألوان الصناعية مثل حلوى الجيلي والحلوى الصمغية لا تقدم قيمة غذائية وتؤدي إلى تقلبات سريعة في مستوى الطاقة والجلوكوز. كما أن الحلوى الخالية من الدهون ليست خيارًا أفضل دائمًا، لأن غياب الدهون لا يعني غياب السكر، وهو المكون الأكثر ارتباطًا بمخاطر الأيض والسمنة.
متى تتحول الحلوى إلى مشكلة حقيقية؟
الإفراط في تناول السكر المضاف هو المشكلة الكبرى. بحسب توصيات جمعية القلب الأمريكية كما وردت في المصدر، لا يُنصح بتجاوز 6% من إجمالي السعرات اليومية من الدهون المشبعة، وأقل من ذلك بالنسبة للسكريات الحرة. غالبًا ما تحتوي الحلوى الغنية بالسكر على كميات مضاعفة من السكر مقارنة بأنواع الشوكولاتة الصغيرة أو الحلوى المحتوية على المكسرات، مما يجعلها ضمن فئة الأقل صحة لأنها تمنح طاقة فارغة دون دعم غذائي حقيقي.
كيف نستمتع دون إفراط؟
لا يعني الاستمتاع بالحلوى الانفصال عن النظام الصحي. يُنصح بتناولها بوعي، أي اختيار النوع المفضل، وتحديد الكمية مسبقًا، وتناولها ببطء في وقت محدد من اليوم، بدلًا من الأكل العشوائي أثناء العمل. تخزين الحلوى بعيدًا عن متناول اليد أو شراء أحجام صغيرة يساعد في الحد من الإفراط، ويرى الخبراء أن الهدف ليس الحرمان بل الموازنة.
الحد الفاصل بين المتعة والضرر والتوازن
هناك فرق بين تناول قطعة صغيرة من شوكولاتة داكنة تحتوي على دهون صحية وبين تناول كيس كامل من حلوى السكر النقي. الأولى تمنح الجسم جرعة طاقة معتدلة مع بعض الفوائد للقلب، بينما الثانية تسبب اندفاعًا سكرًا يتبعه تعب وجوع سريع. الاختيار الذكي للحلوى يعني استبدال الكمية بالنوعية، فقطعة جودة عالية خير من حفنة بلا قيمة غذائية.
التوازن سر الاستمرار
توصي أخصائية التغذية ميا سين باتباع نهج عملي واقعي. فحرمان النفس تمامًا من السكر يزيد الرغبة فيه، بينما يسمح تناول كميات صغيرة ومدروسة بالحفاظ على التوازن النفسي والجسدي. وتظهر الأبحاث أن من يخططون لاستسهلاكهم من الحلوى سلفًا يميلون إلى تقليل استهلاك السكر دون الشعور بالحرمان أو الذنب.
