يلاحظ الخبراء زيادة في معدلات البلوغ المبكر بين الأطفال الذين ينامون ساعات أقل ويستهلكون كميات كبيرة من الوجبات السريعة.
أسباب وآليات تؤدي إلى البلوغ المبكر
يرتبط ذلك بتداخل بيولوجي، فقلة النوم تعطل الدورات الهرمونية في الجسم، وبخاصة الميلاتونين الذي يلعب دوراً في تنظيم الهرمونات التناسلية مثل الإستروجين والتستوستيرون. عندما ينام الأطفال بوقت متأخر أو يحصلون على قسط أقل من النوم، قد يتغير هذا التوازن الهرموني ويُشِير إلى بدء البلوغ قبل الموعد المتوقع.
علاوة على ذلك، يؤدي النظام الغذائي الحديث الغني بالأطعمة المصنعة والسكريات والدهون إلى «مشكلة مزدوجة»؛ فبالإضافة إلى السعرات الفارغة، تسهم الوجبات السريعة في زيادة الوزن والالتهابات المزمنة ومقاومة الأنسولين، وكلها قد تسرع التغيرات الهرمونية.
أشارت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من الوجبات السريعة وينامون أقل من ثماني ساعات ليلاً كانوا أكثر عرضة لظهور علامات البلوغ المبكر مقارنةً بأقرانهم الذين يحافظون على نوم كافٍ وعادات غذائية أكثر توازناً.
كما رُبطت المحليات مثل السكرالوز والأسبارتام وغيرها من المحليات بارتفاع احتمالية البلوغ المبكر لدى الأطفال المهيئين وراثياً. كما ارتبط الإفراط في تناول الوجبات السريعة بارتفاع مستويات هرمون اللبتين الذي ينظم الشهية وتوقيت البلوغ.
توصيات عملية للعائلات
يؤكد الخبراء على ضرورة رفع الوعي واتخاذ إجراءات بسيطة تحدث فرقاً كبيراً، فيجب على الآباء ومقدمي الرعاية ضمان مواعيد نوم منتظمة، والحد من التعرض للشاشات في ساعات الليل المتأخرة، وإعادة إدخال الأطعمة الكاملة إلى النظام الغذائي مثل الفواكه والخضراوات والوجبات الغنية بالألياف.
يؤثر البلوغ المبكر على النمو البدني كما يحمل معه عواقب عاطفية ونفسية طويلة الأمد. من خلال الاعتناء بالعلاقة بين النوم والغذاء والهرمونات، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية مساعدة الأطفال على النمو بوتيرة طبيعية أكثر بعيداً عن ضغوط الحياة العصرية.
