اعرف الفرق بين التهاب اللوزتين والتهاب الحلق العقدي، فكل منهما يسبب ألمًا وصعوبة في البلع وارتفاع الحرارة، لكن السبب والعلاج يختلفان بشكل واضح.
التهاب اللوزتين والتهاب الحلق العقدي: ما الفرق؟
التهاب اللوزتين هو التهاب الغدتين الواقعتين في مؤخرة الحلق، وهو غالبًا عدوى فيروسية مثل نزلة البرد أو الإنفلونزا، وأحيانًا قد يكون بسبب بكتيريا العقديات. أما التهاب الحلق العقدي فهو عدوى بكتيرية محددة تنجم عن بكتيريا من النوع العقدية من المجموعة أ وتصيـب بطانة الحلق وقد تمتد إلى اللوزتين، وتنتشر عادة بين الأطفال والمراهقين في البيئات المزدحمة.
أبرز الأعراض في الالتهاب اللوزتي تكون الألم عند البلع وتورم الغدد اللمفاوية تحت الفك واحمرار اللوزتين مع وجود طبقة بيضاء أو خطوط صديد، وارتفاع الحرارة ورائحة فم كريهة وشعور بالتعب وفقدان الشهية. غالبًا ما يختفي الالتهاب خلال أسبوع مع الراحة والعناية المنزلية. أما الالتهاب العقدي فيتميز بألم حاد ومفاجئ في الحلق واحمرار وفـي سقف الفم مع بقع حمراء، وتضخم اللوزتين ووجود خطوط بيضاء، وربما صداع وغثيان، وفي بعض الحالات طفح جلدي يُعرف بالحمى القرمزية، كما قد يعاني المصاب صعوبة في البلع وتورم الرقبة. عادةً يحتاج الالتهاب العقدي إلى مضاد حيوي يحدده الطبيب بعد تأكيد التشخيص.
كيف يميّز الطبيب بينهما؟
ليس من السهل التمييز دائمًا بالنظر فقط، لذلك يفحص الطبيب الحلق والغدّتين ويجري فحصًا بسيطًا بسرعته غالبًا من خلال مسحة من الحلق للكشف عن وجود بكتيريا العقديات. إن لم تكن النتيجة واضحة، قد يحول الطبيب العينة إلى المختبر لإجراء مزرعة دقيقة لتحديد نوع العدوى.
العلاج المناسب لكل حالة
في حالة الالتهاب الفيروسي اللوزي، لا تنفع المضادات الحيوية لأنها لا تعالج الفيروس، وتُوجه العناية إلى الراحة وتناول سوائل دافئة ومضمضات الماء والملح وتناول أطعمة لطيفة على الحلق واستخدام مسكنات خفيفة للألم والحرارة. أما في الالتهاب العقدي البكتيري، فيصف الطبيب مضادًا حيويًا مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين لمدة عشرة أيام، ومن المهم إتمام العلاج حتى نهايته لتجنب عودة العدوى أو مضاعفات صحية ممكنة.
قد تبدأ العدوى فيروسيًا ثم تتحول إلى عدوى بكتيرية في بعض الحالات، لذا يستدعي الأمر مراجعة الطبيب فورًا إذا تفاقمت الأعراض أو استمرت لأيام مع ارتفاع شديد في الحرارة وتضخّم الرقبة وألم شديد عند البلع.
كيف نحمي أنفسنا؟
نظافة اليدين المستمرة بالماء والصابون، وعدم مشاركة الأكواب أو أدوات الطعام مع الآخرين، تهوية الغرف وتغطية الفم عند السعال أو العطس، تناول غذاء متوازن غني الفيتامينات، الحصول على نوم كافٍ وتجنب التدخين كلها وسائل وقاية فعالة.
متى نراجع الطبيب؟
ينصح بعدم تجاهل الأعراض إذا استمر الألم لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام، وظهرت علامات مثل ارتفاع حرارة متكرر، ألم شديد عند البلع أو صعوبة في التنفس، طفح جلدي مع التهاب الحلق، وتضخم واضح في الرقبة أو تكرار الالتهابات خلال فترات قصيرة. وفي حال كانت الالتهابات متكررة أو تسبب صعوبات في النوم والتنفس، قد يُقترح استشارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لمناقشة إمكانية إزالة اللوزتين.
