تأثير تخطي وجبة الإفطار على صحة الشرايين
تشير الأبحاث إلى أن تخطي وجبة الإفطار قد يفاقم صحة الشرايين ويزيد مخاطر انسدادها، وهو جانب يثير قلق الأطباء بسبب ارتباطه بمشاكل القلب والأوعية الدموية.
تنقل الشرايين الدم المحمَّل بالأكسجين من القلب إلى سائر أعضاء الجسم، ومع مرور الزمن قد تتضيق نتيجة تراكم اللويحات وتطور تصلب الشرايين، وهو ما يهدد صحة القلب.
وعندما يحدث هذا تدريجيًا، ترتفع مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وتؤدي سلسلة من الاستجابات الفسيولوجية الناتجة عن تخطي الإفطار إلى تسريع هذه العملية. وتؤدي قلة التغذية في الصباح إلى إطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهذا رفع للالتهاب يعتبر من العوامل الأساسية في تصلب الشرايين. كما قد يلجأ بعض الأشخاص إلى تعويض ذلك بتناول وجبات لاحقة عالية السعرات والدهون المصنعة، وهو ما يرفع مستويات الدهون الثلاثية ويضغط على الجهاز الوعائي.
وتبين الدراسات أن من يتجاهلون الإفطار غالبًا ما يزداد لديهم LDL وضغط الدم ومقاومة الإنسولين، وهذه العوامل معًا ترفع احتمال تكون اللويحات وتضيق الشرايين.
وتؤثر الإيقاعات اليومية للجسم؛ فالتوقيت والتوازن في تناول الطعام يساعدان على تنظيم الأيض ومستويات السكر في الدم، بينما يخلف التخطي اضطرابًا في هذا الإيقاع.
كما أظهرت نتائج تحليل دراسة PESA وجود ثلاث أنماط لتناول الإفطار بين المشاركين بشكل يوضح تأثير العادات الصباحية على مراحل مبكرة من مرض الشرايين. وجبة إفطار عالية الطاقة (>20% من إجمالي السعرات) استهلكت من قبل نحو 27% من المشاركين، ووجبة إفطار منخفضة الطاقة (5-20%) بنسبة 70%، وتخطي الإفطار (<5%) بنسبة 3%. أظهرت النتائج أن من يتخطون الإفطار لديهم مخاطر أعلى للإصابة بتصلب الشرايين.
وجدت تقارير أن البالغين الذين يتخطون الإفطار كانوا أكثر عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تقرب من 87% مقارنة بمن يتناولونها بانتظام، وتؤيد دراسة أخرى في إسبانيا أن جدران الشرايين السباتية لدى من يتخطون الإفطار بشكل منتظم كانت أسمك؛ وهو مؤشر مبكر لتصلب الشرايين. ويرى الخبراء أن هذا الارتباط لا يعتمد فقط على نوع الطعام بل أيضًا على توقيت تناوله، فالجسم يسير وفق إيقاع يومي يساعد على تنظيم الأيض ومستويات السكر في الدم.
لماذا قد تمر أعراض تصلب الشرايين دون ملاحظة؟ لأنها تتطور على مدى سنوات أو عقود، وتظهر الأعراض عادة عند التعب أو الدوار أو ضيق التنفس، وعند حدوث ألم في الصدر قد يكون المرض قد تطور بالفعل. تُعد فحوصات الدم ومراقبة الدهون وفحوص التصوير من الطرق الموثوقة لاكتشاف التغيرات في الشرايين مبكرًا، كما يجب متابعة مستويات السكر في الدم وضغط الدم نظرًا لارتباطهما الوظيفي بصحة الأوعية.
طرق تعزيز صحة الشرايين والروتين الصحي
ابدأ بتناول إفطار صحي يمنح الجسم الطاقة ويعيد تنظيم عملية الأيض، واختر أطعمة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة والدهون الصحية، مثل الشوفان والمكسرات والبذور والفواكه والحبوب الكاملة، فهذه الخيارات تُقلل LDL وتدعم جدار الشرايين.
لا تقل أهمية ترطيب الجسم عبر شرب الماء لتسريع عمليات التطهير وتنظيم الوظائف الحيوية، وابتعد عن أطعمة الإفطار المصنَّعة المليئة بالسكريات المضافة والدهون المتحولة لأنها ترفع سكر الدم وتزيد الالتهابات وتعيق فوائد الإفطار.
كما يسهم توزيع السعرات على مدار اليوم وتجنب الإفراط في وجبة واحدة في الحفاظ على استقرار الإيقاع اليومي للأنسولين والسكر والدهون في الدم، وهو عامل حاسم لصحة الشرايين.
تؤكد هذه العادات الصباحية الصحية أن صحة القلب تعتمد على الاستمرارية في روتين صباحي منتظم واهتمام واضح بوجبة الإفطار كعلاج وقائي أساسي.
