بدائل السكر وتأثيرها الصحي
تزداد القناعة بأن البدائل السكريّة تمثل خياراً صحياً في ظل الوعي المتنامي بمخاطر الإفراط في استهلاك السكر، فالسكر الأبيض مرتبط بالسمنة والسكري وأمراض القلب، ومع التقدم العلمي ظهرت مجموعة من المحليات الطبيعية والصناعية تختلف في خصائصها وتأثيراتها على الجسم.
تشير الأبحاث إلى أن المحليات الطبيعية المستخلصة من مصادر نباتية أو حيوانية أصبحت خياراً مفضلاً لأنها تتعرض لقدر أقل من المعالجة وتوفر مجموعة من المغذيات والإنزيمات مقارنة بالبدائل الصناعية في بعض الحالات.
أبرز المحليات الطبيعية العسل الطبيعي، فرغم احتوائه على فيتامينات ومعادن وإنزيمات مفيدة، إلا أنه يحمل سعرات حرارية عالية، إذ تحتوي ملعقة منه على نحو 64 سعرة حرارية، لذا يُنصح بتناوله بكميات معتدلة، لا تتجاوز ملعقة إلى اثنتين يوميًا، خصوصاً لمرضى السكري.
وتوضح محليات مثل سكر جوز الهند والإريثريتول والزيليتول أنها تتميز بانخفاض مؤشرها الجلايسيمي وتناسب أنظمة غذائية مثل الكيتو، مع ذلك الإفراط فيها قد يسبب الانتفاخ أو الإسهال.
يُعدّ مسحوق التمر من المحليات الطبيعية المصنوعة من التمر المجفف دون إضافات، وهو يُميّز بمذاقه الكراميلي وقيمته الغذائية العالية، وهو آمن للأطفال والحوامل، ولكنه ليس خالياً من السعرات فهو يحتوي على نحو 80–90% من السعرات الموجودة في السكر الأبيض، مما يستلزم الاعتدال في استخدامه.
وتعتمد كثير من الصناعات الغذائية، خاصة منتجات الدايت، على المحليات الصناعية التي تتميز بقوة تحلية عالية وسعرات حرارية شبه معدومة، وتُستخدم على نطاق واسع لكنها ليست بلا جدل، فالإفراط فيها قد يسبب اضطرابات هضمية وتغيرات في توازن بكتيريا الأمعاء.
وشددت الدراسات على أن الاعتدال هو القاعدة الذهبية عند استخدام أي نوع من المحليات، فالإفراط قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل اضطرابات الهضم وتغيرات في توازن ميكروبات الأمعاء، كما يُنصح بتجنب استخدام أكثر من نوع في الوقت نفسه لتقليل العبء على الجهاز الهضمي.
وينصح عند وجود حمل أو أمراض مزمنة باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل إدخال المحليات ضمن النظام الغذائي اليومي.
تظل المحليات الطبيعية الخيار الأفضل للأصحاء إذا استُخدمت بوعي واعتدال، في حين تمثل المحليات الصناعية خياراً ضرورياً لبعض الحالات الصحية مثل مرضى السكري أو من يتبعون أنظمة غذائية منخفضة السعرات.
