ذات صلة

اخبار متفرقة

تيليجرام يطرح تحديثاً يعزز التكامل مع الذكاء الاصطناعي ويحسن تجربة المستخدم

أطلق تطبيق تيليجرام تحديثًا رئيسيًا يجمع بين تحسينات بصرية...

تجديد الطاقة في ثلاثة أيام.. نظام تنظيف الجسم من السموم بالفواكه

الفكرة العامة للنظام يعتمد هذا النظام على الدمج بين الفواكه...

فازت رونزا عمارة بجائزة التميز وتروي حكاية شغفها بالفن: لوحاتي تجسد طاقة الطبيعة | شاهد

تستلهم الفنانة رونزا عمارة الطبيعة كمصدر لا ينضب للإلهام،...

وزير الرياضة يهنئ القيادة على تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال 2026

أعرب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن...

الرئاسة الفلسطينية: إعدامات حماس في غزة جرائم مروّعة وانتهاك فاضح للقانون

تدين الرئاسة الفلسطينية ما أسمته الإعدامات الميدانية التي نفذتها...

الذكاء الاصطناعي يحتل مكاتب الموظفين.. تقارير عالمية ومحلية تحذر من اختفاء وظائف بالصحافة والمحاسبة والسياحة.. وخبراء تكنولوجيا لليوم السابع: المخاوف البشرية من الذكاء الاصطناعي مشروعة ولكن محاربة ذلك حرب خاسرة

التأثير العالمي والإقليمي للذكاء الاصطناعي

تشير تقارير عالمية ومحلية إلى أن الذكاء الاصطناعي يغير مشهد سوق العمل بشكل حاسم، وأن البشر لا يستطيعون منافسة الذكاء الاصطناعي في السرعة والدقة، لكن يمكنهم ترويضه واستخدامه لتطوير أدواتهم. وتبقى للمشاعر والابتكار مكانة لا يتوصل إليها الذكاء الاصطناعي بسهولة، وإن تطور سيصل إليه مع الزمن، ما يعني أن العمال قد يظل لهم دور لكن بشكل مختلف. ومع ذلك تبرز مخاوف حقيقية حول إمكانية استحواذ الذكاء الاصطناعي على قطاعات واسعة من الأعمال وتحديداً في وظائف حيوية تمس حياة الناس اليومية.

على المستوى العالمي، أشارت صحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير لها استناداً إلى OpenAI إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل وظائف كثيرة، وأن 44 وظيفة قد تُستبدل بالذكاء الاصطناعي. واستخدم الباحثون اختبار GDPval للمقارنة بين أداء الذكاء الاصطناعي وأداء مختصين من تسعة قطاعات مالية رئيسية في الولايات المتحدة، وخلصوا إلى أن النتائج قد تكون أخباراً سيئة لأي شخص يعمل في مجال البيع بالتجزئة أو المبيعات.

تأثيره في سوق العمل المصري

محليًا، أظهر تقرير حديث عن سوق العمل المصري في الربعين الثاني والثالث من العام الجاري تأثيراً مباشراً للذكاء الاصطناعي على أربع مهن رئيسية هي المحاسبة والصحافة والإعلام والدعم الفني والسياحة، مع التأكيد أن الذكاء الاصطناعي لا يقضي على الوظائف بالكامل بل يعيد تشكيل المهام ويغير طريقة أدائها.

أشار تقرير المركز المصري للدراسات الاقتصادية إلى أن مهنة الصحافة والإعلام من أكثر القطاعات تأثراً، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنجاز نحو 72% من المهام الروتينية مثل التحرير والترجمة؛ وفي المحاسبة يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذ نحو 58% من المهام؛ وفي قطاع الدعم الفني حوالي 51% من المهام الروتينية مثل مراكز الاتصالات؛ وفي قطاع السياحة يستطيع الذكاء الاصطناعي تنفيذ نحو 56% من المهام.

آراء الخبراء حول المستقبل والتكيف

أوضح خبراء أن المخاوف حقيقية ومشروعة وتزداد مع التطور السريع وتنافس الدول في استثمار الذكاء الاصطناعي. قال طارق منير سلامة، خبير تقني ومسؤول مطورين الحلول في الذكاء الاصطناعي والبيانات في الشرق الأوسط، إن الخوف من الذكاء الاصطناعي مشروع خاصة أنه ثورة في عالمنا وتغير وظائف كثيرة، وبالفعل ستتغير بعض الأعمال. لكنه أضاف أن البشر لا يستطيعون منافسة الذكاء الاصطناعي في الأداء المباشر، وإنما الشخص الذي يعرف كيف يتعامل معه ويطوّعه لاستخدامه لصالحه سيكون سابقاً، بينما المعركة التي نقف فيها وتقاوم التطور ستبوء بالفشل، لذا علينا أن نستفيد من هذه الطاقة ونستغلها لصالحنا.

وأكد سلامة أن البشر يمتلكون ميزتين حتى الآن لا يشاركانها مع الذكاء الاصطناعي: المشاعر والأحاسيس، وهذا جانب يحاول الذكاء الاصطناعي فهمه وتكوينها، وربما يستغرق وصوله مرحلة طويلة، لكنها مسألة وقت. كما يميز البشر القدرة على ابتكار معرفة جديدة وتطوير أفكار جديدة، لأن الذكاء الاصطناعي يعتمد في أغلبه على البيانات التي نغذّيه بها، ومع مرور الزمن قد يتطور ليصل إلى مرحلة ابتكار جديدة بشكل مستقل.

وأشار إلى وجود استثمارات عربية كبيرة تدخل هذا المجال، مع نمو نحو 40% في الاستثمارات على المستويين الحكومي والمالي، وإن اختلف حجم الاستثمار من دولة إلى أخرى، فكلما بادرت الدول بالدخول باكراً إلى هذا القطاع كان لها موضع أفضل في السباق.

وعن جاهزية البنية التحتية في المنطقة، قال سلامة إن هناك استثمارات قوية ظهرت في قواعد البيانات الكبيرة وبعض الدول الخليجية ومناطق أخرى، إضافة إلى وجود مراكز حوسبة حكومية. لكن أهم متطلب يبقى الطاقة؛ فالذكاء الاصطناعي يحتاج إلى طاقة قوية جدًا، والمنطقة تتمتع بموارد طاقية كبيرة، ما يعزز القدرة على التوسع.

في جانب آخر، أشار إلى وجود مخاوف لدى بعض الدول والمسؤولين من مدى توافر وفتح البيانات الحساسة، مؤكداً أن هناك تفهماً متزايداً وإجراءات حماية قوية خاصة للبيانات الحكومية، وتجري الآن بناء مراكز بيانات آمنة تتحكم في البيانات وتحافظ عليها من العبث بعد إضافتها من قبل الجهات الرسمية.

أفق الاستثمار والشراكات وبنية الدعم في العالم العربي

قالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، إن الذكاء الاصطناعي أصبح المحور الأبرز للنقاش العالمي، وأن التوسع الكبير في هذا المجال يدفع الشركات نحو تحولات استراتيجية عميقة تمس مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية، وأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مقصوراً على التطبيقات المتخصصة بل أصبح جزءاً من الحياة اليومية للأفراد والشركات.

ولفتت إلى أن العالم يشهد تحوّلاً جذرياً في بنية الصناعات وأسواق العمل مدفوعاً بموجة الذكاء الاصطناعي وتطور تشريعي متقدم، حيث تتجه الشركات نحو نماذج تشغيل أكثر ذكاءً وكفاءةً، ما يغيّر ملامح الوظائف التقليدية ويخلق فرص جديدة لم تكن موجودة من قبل.

واشارت ميرماند إلى ضرورة أن يدرك روّاد الأعمال والمبتكرون الشباب طبيعة التحولات التي يشهدها العالم، وأن يتابعوا عن كثب ما يجري تطويره في الأسواق العالمية. ففهمهم للتوجهات الحديثة في الذكاء الاصطناعي سيحدد قدرتهم على تصميم وظائف المستقبل وابتكار حلول تستجيب لحاجات بشرية واقتصادية متجددة.

وأكدت أن الشراكات بين شركات التقنية الكبرى والحكومات أصبحت ركيزة أساسية لبناء اقتصادات قادرة على مواكبة الثورة الرقمية، وأن التلاقي بين القطاعين العام والخاص هو الطريق الأضمن لإعادة صياغة مهارات القوى العاملة.

وأوضحت أن لقاءات المستثمرين وروّاد الأعمال في ملتقيات عالمية ومحلية تتيح تبادل الرؤى حول القطاعات الواعدة التي ستقود المرحلة المقبلة، ومنها الذكاء الاصطناعي التطبيقي، والصناعات الحيوية، والرعاية الصحية الرقمية، والتصنيع المتقدم. وهذه المجالات لا تولّد فقط منتجات وخدمات مبتكرة، بل تخلق أيضاً أدواراً جديدة للإنسان داخل دورة الإنتاج — أدواراً تتركز على الإبداع والتخطيط والتفاعل الأخلاقي، بينما تتولى الآلة المهام الروتينية المتكررة.

وهكذا، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية تُضاف إلى الصناعة، بل أصبح القوة المحرّكة لإعادة تعريف العمل ذاته—كيف نعمل، ولماذا نعمل، وبماذا نعمل. وفي خضم هذه التحولات، يظل التحدي الأكبر هو ضمان أن تبقى التكنولوجيا أداة لتمكين الإنسان لا لإزاحته، وأن تظل الوظائف المستقبلية مبنية على الإبداع والمسؤولية والتفاعل الإنساني.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على