يعتبر الحليب خيارًا يمكن إدخاله في نظام مريض السكري إذا اختير بعناية ورُاقِب بشكل منتظم. فهو يحتوي على البروتين والكالسيوم وعدة عناصر يحتاجها الجسم يوميًا، ولكنه يختلف باختلاف نوعه ووقت شربه.
تركيبة الحليب وتأثيرها على مريض السكري
يحتوي الحليب على اللاكتوز، وهو سكر طبيعي يتحول عند الهضم إلى الجلوكوز الذي يُمتص مباشرة في الدم، ولذلك يجب إدراج الحليب ضمن الحساب اليومي للكربوهيدرات لدى مريض السكري. وفي المقابل يحتوي الحليب أيضًا على بروتينات تساعد في إبطاء امتصاص السكر وتقلل من الارتفاع المفاجئ للجلوكوز بعد تناوله.
ولكن الأنواع التقليدية من الحليب قد تحتوي على دهون مشبعة وسكر مضاف، وهذا يرفع القلق من تأثيره على القلب وسكر الدم. لذا طورت أنواع مخصصة تعرف بـ “حليب مرضى السكري” تحتوي على نسب مدروسة من المغذيات للمساعدة في استقرار سكر الدم.
الحليب ليس عدوًا لمرضى السكري بل صديق مشروط بالاعتدال
يُسهم الحليب في كونه غذاءً متكاملًا يمكن أن يكون جزءاً من النظام إذا اختير بعناية وبقي ضمن حدود الكمية اليومية المسموحة، خاصةً عند اختيار الأنواع منخفضة الدسم والغنية بالكالسيوم وتجنب المحلى بالسكر أو النكهات المحلاة.
تؤكد توصيات العديد من الهيئات الصحية أن الحليب يوفر الكالسيوم وفيتامين D الضروريين لصحة العظام، كما أن البروتين فيه يساعد في المحافظة على الكتلة العضلية، وهو أمر مهم خاصةً لكبار السن الذين يعانون من ضعف العضلات أو سوء التغذية.
الأوقات المثالية لشرب الحليب
الصباح: يساعد كوب من الحليب في بداية اليوم على ضبط الشهية بفضل وجود البروتين الذي يحفز شعور الشبع، ما يقلل الرغبة في تناول السكريات أو الوجبات الخفيفة غير الصحية.
بعد الظهر: يمكن أن يكون الحليب وجبة خفيفة متوازنة، خاصة قبيل التمارين الرياضية، حيث يوفر طاقة معتدلة دون ارتفاع سريع في الجلوكوز.
قبل النوم: يمتد الصيام الليلي عادة من العشاء إلى الفجر، وهذا قد يسبب انخفاض السكر لبعض المرضى، خصوصاً من يستخدمون الأنسولين. كوب من الحليب قبل النوم يساعد في الحفاظ على التوازن وتجنب الأعراض الليلية كالدّوار والصداع.
كيف تختار الحليب الأنسب لك؟
احرص على مؤشر جلايسيمي منخفض، أي أن يكون أقل من 55، بما يعني أن امتصاص السكر سيكون أبطأ وأكثر أمانًا على الدم.
قلل من الدهون المشبعة، فالحليب كامل الدسم يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة التي قد تضر بالقلب، لذلك يفضل اختيار الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم للحفاظ على صحة القلب.
تجنب السكريات المضافة فالكثير من أنواع الحليب التجارية تحوي نكهات محلاة أو شراب الذرة عالي الفركتوز، لذا اختر الحليب غير المحلى أو منخفض السكر.
اختر ما يناسب حالتك الصحية، ففي حال وجود مشاكل أخرى مثل الإمساك أو هشاشة العظام أو اضطرابات النوم، يمكن اختيار أنواع مدعمة بالألياف والفيتامينات والمعادن.
دور النشويات المقاومة في الحليب المخصص لمرضى السكري
تشير بعض أنواع الحليب العلاجي إلى وجود النشويات المقاومة التي لا تهضم في الأمعاء الدقيقة، فتمر إلى القولون لتصبح غذاءً للبكتيريا النافعة وتُبطئ امتصاص الجلوكوز وتساعد في ضبط السكر، كما تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين حركة الجهاز الهضمي.
نصائح إضافية لشرب الحليب بأمان
يجب قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة إلى ساعتين من شرب الحليب لتحديد الكمية المثالية للشخص.
يفضل شرب الحليب في درجة حرارة الغرفة أو الفاتر، فقد يبطئ الحليب البارد الهضم.
يمكن تناول الحليب مع القليل من الشوفان أو المكسرات لزيادة الإحساس بالشبع دون رفع السكر.
