يتوقع خبراء الذكاء الاصطناعي أن لحظة التفوق قد تكون أقرب مما يتوقعه كثيرون، إذ تحولت المسألة من “هل” إلى “متى”، وفق تقرير يجمع آراء نحو ٨٥٩٠ عالماً ورائداً في المجال.
ما المقصود بالتفرد؟
يُشير التفرد إلى نقطة تتسارع عندها التطورات التكنولوجية إلى ما يفوق قدرة البشر على التحكم فيها. لم يعد المفهوم مجرد مسألة رياضية، بل مرحلة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي أذكى من البشر غالباً، وفق ما يوضحه جيم ديلميجاني، المحلل الرئيسي في AIMultiple، مع تاريخ جرى ربطه بتعريف فيرنور فينج وراي كورزويل للتفرد.
يُوضح هذا المعنى أن علينا أن نجمع التفكير البشري مع سرعة الآلة وذاكرتها الهائلة المتاحة، حتى نصل إلى لحظة التفرد التي تغيّر فيها مسار التنمية التكنولوجي.
أقرب موعد محتمل لحدوث التفرد
أقرب موعد محتمل لحدوث التفرد يبدو في الأفق القريب بحسب داريو أمودي، الرئيس التنفيذي ومؤسس أنثروبيك، حيث يتوقع أن نصل إلى هذه المرحلة في عام 2026. يقول إن هذا الذكاء سيكون “أذكى من حائز على نوبل في معظم المجالات ذات الصلة”، وسيكون “أسرع من الإنسان بعشرة أضعاف إلى مئة ضعف”.
وليس أمودي وحده من يطلق تنبؤات جريئة، إذ أعلن إيلون ماسك مؤخرًا عن ظهور الذكاء الاصطناعي الفائق العام قريبًا، كما كتب سام ألتمان، رئيس OpenAI، في مقال نشر عام 2024: “من الممكن أن نمتلك ذكاءً خارقًا خلال بضعة آلاف من الأيام”.
صحة هذه التوقعات
على الرغم من أن هذه التوقعات قد تكون مبالغاً فيها، إلا أن وجود قادة التكنولوجيا يمدّها ببعض الأسس. يقول ديلميجاني إن قدرات الذكاء الاصطناعي تجاوزت توقعات معظم الخبراء، وهو ما دفع فكرة التفرد إلى أفق أقرب مما كان متوقعاً.
يتسارع نمو نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ، إذ يقال إنها تتضاعف قوتها تقريباً كل سبعة أشهر. إذا استمر هذا التسارع في الوتيرة، فقد تفتح سلاسل من التفاعلات باباً أمام انفجار في مستوى الذكاء، رغم أن الشروط الدقيقة ما تزال غير مؤكدة.
