هبطت الأسهم الأمريكية في 10 أكتوبر مع تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية هائلة على الواردات الصينية وتلميحه إلى احتمال مقاطعة اجتماع تخطيطي مع الرئيس شي جين بينغ في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، وهو ما أثار موجة بيع قوية في الأسواق.
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 182.60 نقطة، أي بنسبة 2.7%، ليغلق عند 6,552.51 نقطة، بينما خسر مؤشر داو جونز الصناعي 878.82 نقطة، بنسبة 1.9%، ليغلق عند 45,479.60 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنحو 4% ليغلق عند 22,204.43 نقطة. وتجاهلت الأسواق الإغلاق الحكومي المستمر الذي دخل يومه العاشر، لكنها تفاعلت بشدة مع تعليقات ترامب المنشورة على منصة التواصل الاجتماعي Truth Social.
قال جاك أبلين، كبير استراتيجيي الاستثمار في كريسيت لإدارة الأصول، إن الصين هي أكبر شريك تجاري لنا وشريك يرغب المستثمرون في استمرار التعاون معه، وأضاف أن الحماس المحيط بالذكاء الاصطناعي يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع التقييمات lest تسير الأمور كما يجب، محذرًا من أن الأسواق تواجه رياحًا معاكسة في ظل ارتفاع الأسعار وتقييماتها الحالية.
بينما قد يتقبل البعض الإغلاق الحكومي بهدوء، أظهر استطلاع جامعة ميشيغان نشر صباح 10 أكتوبر حركة طفيفة بشكل عام، مع انخفاض مقلق في أحد مكوناته الفرعية، ما يعزز حالة التردد لدى المستثمرين حيال اتجاهات الطلب والديناميات الاقتصادية المستقبليّة.
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الصين
اتهم ترامب الصين بالسعي إلى فرض ضوابط شاملة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وتعهّد بأن الولايات المتحدة سترد ماليًا وربما بزيادة هائلة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، كما هدّد بإلغاء أو تقويض خططه للقاء الرئيس شي جين بينغ في وقت لاحق من الشهر خلال قمة آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية. كتب ترامب في منشور مطول على Truth Social أن الصين تسعى إلى «احتكار العالم» وبأنه سيواجه هذا التوجه ماليًا إذا لزم الأمر.
وذكر ترامب أن دولًا حول العالم تلقت رسائل من الصين تفصّل رغبتها في فرض ضوابط على صادرات «كل عنصر إنتاجي ذي صلة بالمعادن الأرضية النادرة»، وأشار إلى أن هذا التحرك يندرج ضمن مساعٍ لـ«احتكار» الصناعة، ووصفه بأنه خطوة عدائية، مبرزا أن الولايات المتحدة لديها موقف أقوى وأكثر اتساعًا من الصين. كما تساءل عن توقيت رسائل الصين وهل يرتبط بمساعي ترامب لتنسيق سلام إقليمي في المنطقة.
رسوم ترامب على الصين
فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة على واردات دولية كجزء من سياسات ولايته الثانية، مع استهداف الصين في مقدمة هذه السياسات. أُفيد بأن هدنة الرسوم بين الولايات المتحدة والصين جرى تمديدها مؤخرًا لمدة 90 يوماً، ما سمح بتجنب فرض رسوم ثلاثية الأرقام على تبادلهما التجاري، وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة يمكن أن ترفع الرسوم على البضائع الصينية بشكل واسع، فيما لا تزال الإدارة تبحث عن تدابير مضادة إضافية. كان آخر اتصال هاتفي بين ترامب وشي في 19 سبتمبر، وبعده أعلن ترامب عن صفقة تتعلق ببيع عناصر من شركة TikTok إلى جهة أمريكية، مع تأكيد ترامب أنه لن يسمح للصين بـ«أسر العالم»، ولوّح بأن الصين قد تسعى لتجميع عناصر نادرة في إطار وضع احتكاري. كتب ترامب أن الولايات المتحدة تمتلك وضعًا احتكاريًا أقوى وأوسع من وضع الصين، وتساؤل عما إذا كان توقيت الرسائل الصينية مصادفًا.
