يُعَدُّ قصور القلب من الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا، وعندما نسمع عنه غالبًا ما يربط الناس بينه بانسداد الشرايين والنوبات القلبية. لكن هناك عامل خطر غير شائع يمكن أن يسبب هذه الحالة، وهو داء النشواني الذي قد يفسر تراجع أداء القلب دون وجود انسداد أو ارتفاع ضغط الدم واضح.
يؤكّد طبيب القلب دميتري يارانوف أن السبب قد يكون حالة تسمّى الداء النشواني، حيث يتسلل بروتين أميلويد إلى القلب فيصعّب عليه الضخ. وتظهر هذه الحالة غالبًا مع التقدّم في العمر، وتُعد دفّةً من الأسباب القابلة للتفسير لتراجع وظيفة القلب، مما يجعل الاكتشاف المبكر مهمًا لتغيير مسار العلاج وتحسين النتائج.
ما داء النشواني؟
يُعرَّف الداء النشواني بأنه تراكم بروتينات شاذة تُسمّى أميلويد في الأنسجة والأعضاء، وعندما يتجمّع في القلب يتسبّب في اضطراب وظيفته. يمكن أن يصيب أيضًاع الكبد والكُلى والجهاز العصبي، لكن تأثيره القلبي يتفاقم بسرعة. يوجد نوعان رئيسيان يؤثران على القلب: AL الناتج عن إنتاج بروتينات خفيفة السلسلة غير مطوية في نخاع العظم، وATTR الناتج عن بروتين ترانسثيريتين معيب أو غير مستقر، سواء وراثيًا (ATTR وراثي) أو مع التقدّم في العمر (ATTR بري).
كيف يؤثر داء النشواني القلبي على القلب؟
تؤدي رواسب الأميلويد إلى جعل عضلة القلب أكثر تيبسًا وأقل مرونة، وتزداد سماكة جدار القلب، وليس بسبب تضخّم العضلة فقط وإنما نتيجة تراكم البروتين. ونتيجة ذلك يعجز القلب عن الامتلاء الصحيح (اضطراب الانبساط)، وفي نهاية المطاف عن ضخ الدم بشكل كافٍ (اضطراب الانقباض). تشمل الأعراض ضيق تنفّس مع الجهد أو عند الاستلقاء، تورّم الساقين والكاحلين والبطن، الشعور بالتعب والضعف، الدوار أو الإغماء، وجود تغيرات في نظم القلب مثل الرجفان الأذيني، والشعور بضغط في الصدر واحتباس السوائل مع زيادة وزن الماء.
غالبًا ما تحاكي أعراض النشواني القلبي قصور القلب، وهذا هو السبب في أن الداء النشواني غالبًا ما يُتشخَّص بشكل خاطئ، خصوصًا عند كبار السن. لذلك فإن الاكتشاف المبكر هو السبيل إلى تحقيق نتيجة أفضل وتوجيه العلاج بشكل أدق.
