غيّرت تقنيات الذكاء الاصطناعي علاقة الإنسان بالتكنولوجيا، فبعد أن كان الذكاء الاصطناعي محصورًا في مؤسسات البحث والشركات الكبرى، أصبح اليوم متاحًا للجميع من الطلاب والمهنيين إلى ربات البيوت والمبدعين.
يمتاز شات جي بي تي بقدرته على فهم اللغة الطبيعية والتفاعل بشكل قريب من المحادثة البشرية، فهو لا يقدّم إجابات جاهزة فحسب، بل يحلل السياق ويقترح أفكارًا ويكتب مقالات وتقارير وأكواد برمجية، مما جعله أداة لا غنى عنها في التعليم والعمل والإعلام والطب.
وقد تجاوز عدد مستخدميه 200 مليون مستخدم نشط شهريًا، ليصبح واحدًا من أسرع تطبيقات الانتشار في التاريخ، وهو ما يعتبره خبراء التقنية علامةً فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، لما جعله أقرب إلى الإنسان وأكثر فهمًا لاحتياجاته.
ومع ذلك، يثير شات جي بي تي مخاوف حول مستقبل الوظائف وخصوصية البيانات، بينما يحذّر بعض الخبراء من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، في حين يرى آخرون أنه لا يلغي دور الإنسان بل يدفعه إلى تطوير مهارات التفكير والإبداع والإشراف على الآلة بدلًا من منافستها.
أبرز الاستخدامات
لم يعد شات جي بي تي مجرد محادثة ذكية، بل أصبح مساعدًا رقميًا في مجالات متعددة، بما في ذلك كتابة الإنتاج الصحفي والتخطيط للمحتوى، والتعليم والتعلّم حيث قد يطلب منه توليد أفكار أو شرح مفاهيم أو مساعدة في حل مسائل، والبرمجة والتطوير حيث يقترح أكواد أو حلول جزئية، والاستخدامات اليومية مثل كتابة رسائل البريد وصياغة السيرة الذاتية والتخطيط اليومي.
تشير دراسة داخلية لشركة أوبن إيه آي مع باحثين في هارفارد إلى أن المستخدمين يرسلون مئات الملايين من المحادثات يوميًا، وأن الاستخدامات غير المهنية كالتصفح والاستفسارات العامة والمساعدة في المهام الشخصية تشكل غالبية التفاعل.
