تظهر ظاهرة مؤثرات الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل الاجتماعي بشكل واضح، فالتعامل مع “انفلونسر AI” لم يعد مستحيلاً كما يظن البعض، بل أصبح واقعا يحقق أرباحاً ضخمة لشركات ومبدعين افتراضيين.
أبرز الشخصيات الاصطناعية
ليل ميكيلا، شابة برازيلية أمريكية تبلغ 22 عامًا وتعيش في لوس أنجلوس، معروفة بشخصيتها النابضة بالحياة ومواهبها الموسيقية، وتضم حساباتها نحو 3.4 مليون متابع على تيك توك، ويشرف على إدارتها فريق في شركة دابر لابز التقنية، وفي 2023 ظهرت في حملات لعلامات مثل BMW وسامسونج وكالفن كلاين وبرادا، وتُذكر تقارير بأنها حققت نحو 10 ملايين دولار خلال العام نفسه.
أما أيتانا ذات الشعر الوردي، فهي عارضة لياقة بدنية ولاعبة ألعاب، وتُوصف بأنها “أول مؤثرة إسبانية مولَّدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي”. وفي ديسمبر 2023 أشارت Financial Times إلى أن العلامات التجارية دفعت لمنشئيها نحو 1000 دولار أمريكي لكل منشور، ويُشير البعض إلى أن محتواها يميل إلى الإيحاء الجنسي، مع تصميم واقعي يجعلها من بين المؤثرات الأكثر تطوراً.
التجارب الإنسانية والتحديات الأخلاقية
تظهر قيمة المؤثرات الاصطناعية في قدرتها على نقل تجربتها إلى جمهور واسع، فقد أثارت ليل ميكيلا جدلاً عندما أعلنت عن تشخيصها بسرطان الدم كجزء من حملة التبرع بالنخاع، وكتب بعض المستخدمين أن الشركة لا تريد الدفع لشخص حقيقي مقابل تجربته الإنسانية، بينما أبدى آخرون دعماً مستمراً، مما يؤكد أن الاتساق في الشخصية أهم من واقعية الصورة.
وتركّز صناعة المؤثرين الاصطناعيين على إيجاد وجوهٍ تتمتع بملامح ومهارات تصنع جمهوراً معيناً وتحقق صفقات كبيرة مع العلامات التجارية، دون الاعتماد على وجود أشخاص فعليين في المواقع أو الزمان نفسه.
المرونة الزمنية وتأثيرها على الإعلان
ولا تتأثر منشئو المحتوى الافتراضي بفروق الزمن أو المسافات أو الموارد، فبإمكانهم الترويج للمحتوى في سيول ونيويورك وباريس خلال يوم واحد مع الحفاظ على جذورهم في لوس أنجلوس.
بهذا الشكل تتغير مشهد الإعلانات والتفاعل الرقمي، حيث تفتح الشخصيات الاصطناعية أبواباً جديدة للعلامات التجارية وللمستهلكين على حد سواء.
