يؤدي تعدد المهام إلى تباطؤ الأداء وزيادة الأخطاء عند التبديل بين مهمة وأخرى.
كيف يؤثر تعدد المهام على عمليات الدماغ؟
عندما نحاول إنجاز أكثر من مهمة في آن واحد، يواجه الدماغ صعوبات تؤثر في كفاءته، وتظهر ثلاث نقاط رئيسية تشرح هذا التأثير.
محدودية الانتباه والتركيز
تتحكم القشرة الجبهية في الانتباه واتخاذ القرار، وهي منطقة ذات قدرة محدودة، فلا يمكنها معالجة أكثر من مهمة معقدة في الوقت نفسه، وبالتالي يضطر الدماغ إلى التبديل بين المهمتين بسرعة، مما يضيع الوقت وتقل الدقة.
ضعف تصفية المشتتات (الفلترة الذهنية)
يواجه من اعتادوا تعدد المهام صعوبة في تجاهل المشتتات وتصفية ما هو غير مهم، فبدلاً من التركيز على المهمة الحالية، يدخل الدماغ مشتتات، وهذا يؤدي إلى فقدان التركيز وزيادة الأخطاء.
إرهاق الذاكرة العاملة
الذاكرة العاملة تحتفظ بالمعلومات لفترة قصيرة أثناء استخدامها، وعند التبديل المستمر بين المهام يتعرض هذا الجزء لضغط يجعل الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها أكثر صعوبة، ما ينعكس في انخفاض الأداء في اختبارات الذاكرة.
هل يؤدي تعدد المهام إلى إتلاف الدماغ بشكل دائم؟
لا يوجد دليل قاطع على أن تعدد المهام يسبب تلفاً هيكلياً في الدماغ لدى البالغين الأصحاء، وإنما تُظهر الدراسات فروقات وظيفية في طريقة عمل الدماغ أثناء تنفيذ المهام وليست إصابة دائمة. أما العادات المستمرة للتشتت فربما تضعف القدرة على التركيز وتؤثر على التعلم والعمل مع مرور الوقت، لذا يظل من الضروري إجراء بحوث طولية لمعرفة السبب والنتيجة قبل إعلان وجود ضرر إدراكي طويل الأمد.
ماذا يحدث عند تعدد المهام؟
عادةً ما يظهر التشتت الذهني المزمن كإرهاق ذهني شديد واضطراب في النوم وصعوبة في إتمام المهام، وليس تدميراً للدماغ، ولكنه يضعف عادة القدرة على التركيز العميق ويؤثر في العمل والدراسة والمزاج. يمكن تفادي ذلك بتقليل عدد تغيّر السياقات في اليوم، وتخصيص فترات زمنية محددة، وتقليل الإشعارات، واستخدام الهاتف كأداة بدلاً من أن يكون الطلب المستمر. هذه التعديلات البسيطة تحسن التركيز وتقلل الإرهاق الذهني.
