ذات صلة

اخبار متفرقة

فوائد الشاي الأخضر بالنعناع تفوق توقعاتك، وهؤلاء الممنوعون منه.

يُعَدّ مزيج الشاي الأخضر بالنعناع خياراً صحياً مميزاً بفضل...

وصفات طبيعية باستخدام الثوم للعناية بالبشرة

فوائد الثوم للبشرة استفيدي من الثوم لتعزيز صحة بشرتك عبر...

لماذا لا يجب حفظ الخبز في الثلاجة: طرق تخزين سبعة أطعمة

اعلم أن بعض الأطعمة تبقى آمنة خارج الثلاجة لبضعة...

لماذا لا يجوز ارتداء الملابس الصوفية أثناء النوم في الشتاء؟

يتجه الكثير من الناس إلى ارتداء طبقات متعددة من...

كن لطيفاً مع نفسك: سبع نصائح لصحتك النفسية في عام 2026

أهم النصائح لصحتك النفسية في العام الجديد خصص وقتًا للراحة...

د.سمر أبو الخير تكتب: مدارس الوجع.. حين تتحول المدارس إلى شبحٍ يطارد أطفال طيف التوحد

ينطلق العام الدراسي الجديد وتتألق المنازل بالضحكات، ويقف الأطفال فرحين بحقائبهم الجديدة أمام بوابات المدارس.

يخيم صمت ثقيل على منازل أخرى، فتخف الأمّهات دموعهن خلف نوافذ مغلقة، ويسهر الآباء الليل يلتهمهم القلق: هل ستستقبل المدرسة طفلنا المختلف بترحاب واحتواء أم ستقرره عزله خلف قضبان مدارس الوجع؟

يحتاج أطفال طيف التوحد إلى مجتمع يفتح لهم باب المشاركة والاحتواء واستخراج طاقاتهم الكامنة، لا إلى شفقة تقصيهم ولا إلى مدرسة تحجبهم عن العالم.

تشير الإحصاءات العالمية إلى أن واحدًا من كل 127 شخصًا في العالم مصاب باضطراب طيف التوحد، فيما تكشف بيانات شبكة مراقبة التوحد والتنمية الأمريكية أن واحدًا من كل 31 طفلًا في سن الثامنة تم تشخيصه ضمن فئة طيف التوحد بنسبة تتجاوز 3%.

هذه الأرقام ليست مجرد نسب على الورق، بل قصص إنسانية تنبض خلف كل باب، وصرخة غير مسموعة تطالب بمدرسة تحتضن الاختلاف بدلاً من أن تخافه وتقرر عزله.

إن الدمج ليس رفاهية اجتماعية ولا مشروعًا تجريبيًا، بل حق أصيل واستثمار في إنسانية مجتمع بأكمله، فالأبحاث الحديثة تثبت أن الدمج يضاعف فرص الطفل في اكتساب المهارات الاجتماعية واللغوية والتكيف النفسي، ويمنحه بيئة طبيعية تحاكي المجتمع الذي سيعيش فيه.

تكشف الدراسات العالمية أن المعلمين الذين تلقوا تدريبًا متخصصًا وأُتيح لهم التعامل مع أطفال الطيف كانوا أكثر تقبلاً ودعمًا لهم بستة أضعاف من غيرهم، ما يجعل وعي المعلم وتكوينه المهني خط الدفاع الأول نحو دمج حقيقي وفعال.

تتحول الفصول إلى بيئة حاضنة لأطفال طيف التوحد تضمن لهم ترتيبًا بصريًا منظمًا يقلل القلق، وتخفيف الضوضاء والمثيرات الحسية، وتوفير ركن آمن يلجأ إليه الطفل عند الحاجة، وتفعيل دور المساعد التربوي الذي يرافقه ويسهل له الاندماج لحظة بلحظة.

تُشكّل برامج التدخل المبكر والعلاج السلوكي وجلسات تنمية المهارات الاجتماعية جسورًا تنقل الطفل من العزلة إلى فضاء المشاركة والتفاعل.

يجب أن يكون العام الدراسي الجديد ليس مجرد تقويم، بل فرصة لنفتح قلوبنا قبل صفوفنا، لنزرع ثقافة قبول الاختلاف قبل توزيع المناهج، ولنجعل مدارسنا بيوتًا آمنة لا أشباحًا مخيفة.

تتأرجح قلوب الأمهات والآباء اليوم بين القلق الذي يثقل الصدور ورجاء يضيء بصيص أمل؛ أم تترقب اليوم الذي ترى فيه طفلها يشارك زملاءه نشيد الصباح بكل ثقة ودون دموع، وأب يتمنى أن يُنظر إلى ابنه كإنسان كامل الإمكانات لا كـ«ملف» في مدارس الإهمال.

يقف المعلم حجر الزاوية في معادلة الدمج؛ بكلماته الصادقة، وتشجيعه الدائم، وابتساماته المخلصة، ووعيه العلمي المستند إلى أحدث ممارسات التربية الخاصة، يستطيع أن يحول الخوف إلى أمان، والعزلة إلى مشاركة، ومدارس الوجع إلى مدارس القلوب.

وهنا تصبح المدرسة مختبرًا لصناعة الوعي والرحمة، وتتحول الاختلاف إلى قيمة مضافة تبني مجتمعًا أكثر عدلًا وإنصافًا.

د. سمر ابو الخير، خبيرة التخاطب والتربية الخاصة، رئيسة مؤسسة سفير للتخاطب والتأهيل.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على