تقع خشم الحصان في قلب نجد بين سلاسل جبال طويق المهيبة، وتظهر كمنحوتة طبيعية تشبه أنف الحصان الشامخ على أكثر من ألف متر فوق سطح البحر، لتكون علامة بارزة تُرى من مسافات بعيدة قرب مركز رغبة في محافظة ثادق شمال الرياض.
رحلة في قلب طويق
يمتد جبل طويق نحو 800 كيلومتر ويحمل تضاريس متنوعة، وفي موضع بارز يقف خشم الحصان محاطًا ببروزات صخرية أخرى مثل خشم التراب وخشم الحصين وخشم الأصبع، وكانت هذه المعالم في الماضي علامات لطرق القوافل، كما تنساب منها أودية كوادي خشم الحصان الذي كان يغذي سهول رغبة والمزارع قبل أن تجف عين خشم الحصان مع مرور الزمن.
وجهة المغامرين والمتأملين
تحولت خشم الحصان إلى مقصد للمغامرين ومحبي الرحلات البرية بعدما أُنشئ مسار يساعد على تسلق القمة، ويوفر للزائر مشاهد بانورامية تمتد عبر جبال طويق وسهول نجد، فتتجلى عظمة الطبيعة وتجذب الراغبين في التحدي والتأمل والتخييم تحت سماء صافية.
صدى الشعر وذاكرة التراث
خلّد الشعراء خشم الحصان في ذاكرة الأدب النجدي، ومن أشهر من تغنّى به الفارس الشاعر راكان بن حثلين في أبيات احتفت بالشموخ والكبرياء، ليبقى الجبل رمزًا متجذرًا في القصائد والتراث المحلي.
بوابة إلى شمال الرياض جيوبارك
يشكل خشم الحصان جزءًا من «شمال الرياض جيوبارك» المصنف من اليونسكو، ويقع هذا المتنفس الجيولوجي على مساحة تزيد عن 3,200 كيلومتر مربع ويضم نحو عشرين موقعًا فريدًا، حيث تلتقي الجغرافيا بالثقافة ويقدم زائروه متحفًا طبيعيًا مفتوحًا يروي قصة الأرض والإنسان.
كيفية الوصول والنصائح
يبعد خشم الحصان نحو 120 كيلومترًا شمال غرب الرياض ويمكن الوصول إليه عبر طريق صلبوخ-حريملاء-رغبة أو عبر طريق القصيم حتى مخرج «حريملاء – ثادق» ثم مواصلة الطريق نحو مركز رغبة، ويُسهل الوصول إليه باستخدام سيارات رباعية الدفع لمن ينوون التسلق أو التخييم. يفضل زيارة المكان في الأجواء المعتدلة والشتوية من نهاية سبتمبر حتى نهاية مارس، ويحسن اصطحاب ماء كافٍ ومعدات للمشي أو التسلق ومستلزمات التخييم، وزيارة الموقع ضمن مجموعة ذات خبرة وتجنب الصعود في أوقات الحر الشديدة مع الحفاظ على نظافة المكان وعدم ترك مخلفات، إذ تتيح المنطقة أنشطة مثل المشي الجبلي والتصوير ومراقبة النجوم والتخييم.
تبقى خشم الحصان أكثر من صخرة؛ فهي حكاية جبلية تجمع بين تاريخ مائي اندثر وشعر خالد ومسارات تجذب الباحثين عن الطبيعة والمغامرة في قلب نجد.
