ابدأ بالاستحمام بالماء البارد تدريجيًا لأن هذه العادة الشائعة تُقدّم فوائد بدنية وعقلية طويلة الأمد؛ إذ قد تُحسّن الدورة الدموية، وتقوّي صحة القلب، وتساعد على تنظيم ضغط الدم، كما قد تحسّن المزاج وتزيد الطاقة وتدعم تعافي العضلات وتقلّل الالتهابات وتحفّز الجهاز المناعي عند استخدامها بأمان وبانتظام.
كيف يؤثر الماء البارد على القلب؟
يتسبب الماء البارد أولًا في تضييق الأوعية الدموية (انكماشها)، ما يوجّه الدم نحو الأعضاء الحيوية ويزيد مؤقتًا معدل نبض القلب وضغط الدم للحفاظ على حرارة الجسم، ثم عند الانتهاء تسترخي الأوعية وتبدأ بالتوسع، ما يحسّن تدفق الدم. هذه الاستجابة القصيرة قد تعود لطبيعتها خلال نصف ساعة، ومع التعرض المتكرر قد يتحسّن تكيّف الجهاز القلبي الوعائي ومرونة الشرايين ووظيفة بطانة الأوعية.
الفوائد الصحية
يحسّن التبدّل المتكرر بين تضييق وتوسيع الأوعية الدورة الدموية ويزيد توصيل الأكسجين للأنسجة، ما يساعد على تقليل الشعور بالبرودة في الأطراف وتخفيف التعب. كما ينشط التعرض للبرد النسيج الدهني البني، ما يزيد قليلاً من معدل الأيض وحرق السعرات ويساهم في إدارة الوزن ويحسّن حساسية الإنسولين. وقد يخفض الماء البارد علامات الالتهاب ويسرّع تعافي العضلات بعد التمرين. كذلك ارتبط بالتقليل من مستويات الكورتيزول وتحسين المزاج واليقظة بفضل إفراز الإندورفينات، كما يعزّز إنتاج خلايا الدم البيضاء ويحسّن الاستجابة المناعية، ويضيق مسام البشرة ويقفل طبقة الشعر الخارجية مما يمنح بشرة وشعرًا أفضل، إضافة إلى اندفاع الأدرينالين وزيادة استهلاك الأكسجين التي تعزّز الطاقة والصفاء الذهني.
الاستحمام بالماء البارد وضغط الدم
يتسبب التعرض القصير للماء البارد بارتفاع مؤقت في ضغط الدم نتيجة تضييق الأوعية، وهذه استجابة طبيعية لإعادة توجيه الدم وحفظ الحرارة، لكن التعرض المنتظم قد يعزّز وظائف الأوعية ويوفر قدرة أفضل على تنظيم الضغط مع مرور الوقت، مما قد يقلّل إجهاد القلب ويقلّل خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد.
المخاطر والاحتياطات
قد يشكل الاستحمام بالماء البارد خطرًا على من لديهم أمراض قلبية أو أوعية دموية مثل ارتفاع ضغط الدم الشديد، اضطرابات نظم القلب، أو مرض الشريان التاجي، لأن الصدمة الباردة قد تسبب ارتفاعًا حادًا في الضغط أو عدم انتظام في النبض أو تقليل تدفّق الدم في شرايين ضيّقة، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل التطبيق في هذه الحالات.
كيفية الدمج بأمان في الروتين
ابدأ بالماء الدافئ ثم خفّض درجة الحرارة تدريجيًا على مدار أيام أو أسابيع، واحرص على أن تكون جلسات الماء البارد قصيرة في البداية — حوالي 30 ثانية إلى دقيقتين — وزد المدة تدريجيًا إذا ارتحت. استمع إلى جسدك وتوقف فورًا عند الشعور بالدوار أو بالبرد الشديد أو التعب، وتجنّب الاستحمام بالماء البارد إذا كنت مصابًا بالحمى أو أمراض تنفسية أو تشعر بإرهاق شديد، واستشر طبيبك قبل تجربة الماء البارد إذا كنت تعاني من أمراض قلبية أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض تنفسية.
