يؤدي التوتّر إلى إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول في الجسم، وهي هرمونات تجهّز الجسم للمواجهة وتثبّط أحياناً جهاز المناعة، مما قد يزيد احتمال الإصابة بالأمراض، لكن التوتّر المزمن يشكل مشكلة أكبر من التوتّر قصير الأجل.
تأثير التوتر على المناعة
قد يؤثر التوتّر قصير الأمد بشكل مؤقت على جهاز المناعة، حيث يتغير عدد خلايا المناعة في الدم ثم يعود إلى طبيعته خلال ساعة تقريباً، لذا ليس من المرجّح أن يترك تأثيراً صحياً كبيراً.
أما الإجهاد المزمن فيختلف بشكل واضح، فعندما يواجه الجسم تهديداً يفرز الغدد الكظرية هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، وهذه الاستجابة تهيّئ الجسم لاستجابة “الكرّ والفر”، ما يرفع ضغط الدم وتسريع ضربات القلب، لكنها في المقابل تثبط المناعة. إضافة الكورتيزول إلى الخلايا المناعية يجعلها أقل فاعلية في تدمير الخلايا المريضة.
ويشير ديفيس إلى أن التأثير يظهر حتى على المستوى الجزيئي: إذا أخذنا خلايا مناعية وعرضناها لخلايا مريضة، فغالباً ما تقوم الخلايا المناعية بتدميرها، لكن وجود الكورتيزول يجعلها أقل فاعليّة، وإذا استمر التعرض لهرمونات التوتر لأسابيع أو شهور، فإن جهاز المناعة يضعف.
طرق لتخفيف التوتر
تشير بعض الدراسات إلى أن ممارسات مثل التأمل الذهني والتاي تشي وغيرها من استراتيجيات الحد من التوتر قد تخفض مستويات الكورتيزول، وهو ما يُفترض أن يفيد المناعة، إلا أن إثبات ذلك في الواقع يبقى صعباً بسبب تعقيد قياس صحة المناعة في الحياة اليومية.
مع ذلك توجد نصائح عملية للمساعدة على تخفيف التوتر، منها اتباع نظام غذائي متوازن، الحفاظ على روتين نوم منتظم، ممارسة الرياضة، وممارسة اليقظة الذهنية.



