يؤكد أن المشكلة الحقيقية في قطاع الذكاء الاصطناعي ليست استحواذ التقنية على وظائف البشر، بل قلة الكفاءات القادرة على بناء هذه الأنظمة المعقدة. وفي ظل استثمارات الشركات التكنولوجية في تطوير الذكاء الاصطناعي، تبرز فجوة كبيرة في الكوادر البشرية اللازمة لهذا المجال.
يؤكد كذلك أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره السريع، يعتمد إلى حد كبير على الخبرات البشرية في مجالات الهندسة وتصميم الأنظمة وتطبيقها عملياً، وهو ما يبرز أهمية وجود مهندسين وباحثين متخصصين لبناء الأنظمة المستدامة.
مع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات في قطاعات مختلفة، يتزايد الطلب على مهندسين وباحثين ومتخصصين لبناء الأنظمة، لكن المعروض من هذه الكفاءات لا يكفي لتغطية الطلب. يتكرر عنده سنوياً سؤال الطلاب والخريجين حول جدوى تعلم الذكاء الاصطناعي في ظل تزايد الأتمتة، وتبقى إجابته: نعم، وبلا تردد.
نصائح للحصول على وظائف متعلقة بالذكاء الاصطناعي
يوضح أن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يفتح فرص عمل أوسع من أي وقت مضى، حتى للمبتدئين، وأن عاماً آخر من التقدم في المجال أتاح فرصاً لبناء البرمجيات والتطبيقات بشكل غير مسبوق.
ويشير إلى أن كثيراً من الشركات لا تستطيع العثور على العدد الكافي من المتخصصين المؤهلين، مما يعزز الطلب على الدخول إلى المجال بشكل استراتيجي وممنهج.
وفي إطار سعيه لدخول الراغبين هذا المجال بحلول 2026، شدد على ضرورة التركيز على بناء أنظمة ذكاء اصطناعي متكاملة، لا الاكتفاء بتجارب سطحية أو عروض تجريبية. المهارات المطلوبة تتجاوز تشغيل النماذج الجاهزة أو ربط واجهات برمجة التطبيقات لتشمل فهم دورة العمل كاملة من جمع البيانات وتدريب النماذج وتقييمها وصولاً إلى نشرها وصيانتها في بيئات حقيقية.
كما دعا إلى المواظبة على التطبيق العملي وعدم الاكتفاء بالدراسة النظرية، موضحاً أن القفز مباشرة إلى التنفيذ من دون أساس علمي متين قد يكون أخطر من الاكتفاء بالقراءة دون ممارسة. التجربة العملية المنتظمة هي التي تحول المعرفة النظرية إلى مهارات قابلة للتوظيف وتجنب الوقوع في بنية أنظمة هشة عند التوسع.
وأضاف أن الاطّلاع الانتقائي على الأبحاث العلمية يمكن أن يكون ميزة إضافية لمن يسعون إلى حلول متقدمة، رغم أنه ليس شرطاً أساسياً للجميع، فقراءة الأوراق البحثية تساعد المطورين على فهم أسباب تطور التقنيات وكيف نشأت، خاصة عند ربطها بالتجربة العملية.
وليس هذا الموقف جديداً؛ فقد سبق له أن شكك في فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر قريباً. وفي مقابلة مع NBC News على هامش مؤتمر مطوري الذكاء الاصطناعي الذي عُقد في نوفمبر الماضي، أكد أن الأنظمة الحالية لا تزال تحتاج جهداً بشرياً ضخماً في التدريب والضبط والنشر، وأن الوصول إلى ذكاء اصطناعي عام ما يزال هدفاً بعيد المنال. كما أشار إلى أن تعقيد عمليات التدريب وكثرة الخطوات اليدوية اليوم يبرهنان أن الطريق نحو أنظمة تعمل بشكل مستقل لا يزال طويلاً.
