ما هو السكر من النوع الخامس؟
يُعرَّف السكر من النوع الخامس بأنه يختلف عن أنواع السكر المعروفة بكونه ليس مرتبطاً بالسمنة ولا بنمط الحياة غير الصحي، ولا بالحمل، ولا باضطرابات المناعة الذاتية كما في الأنواع الأخرى من السكري.
ويرجّح الأطباء أن السبب الرئيسي للإصابة به هو سوء التغذية المزمن في مراحل مبكّرة من الحياة، ما يؤدي إلى تلف البنكرياس وعدم اكتمال نموه، وبالتالي ضعف قدرته على إفراز الإنسولين.
أول ظهور المرض
سُجّل ظهور هذه الحالة لأول مرة في جامايكا خلال خمسينيات القرن الماضي، حيث ظهرت بين شباب نحفاء يعانون من سوء التغذية. وعلى عكس مرضى السكر من النوع الأول، لم يصب هؤلاء المرضى بحالة الحماض الكيتوني الشديد، كما أنهم لم يعانوا من مقاومة الإنـسولين المرتبطة عادةً بالسكر من النوع الثاني.
لماذا يظل موضوعًا محل جدل
كان المرض يُعرف سابقاً باسم داء السكري المرتبط بسوء التغذية (MRDM)، واعترفت به منظمة الصحة العالمية لفترة وجيزة في الثمانينيات، لكنها تراجعت عن الاعتراف لاحقاً بسبب نقص الأدلة العلمية حينها. إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى وجوده وقد يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، خاصةً في الدول الآسيوية والإفريقية ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يتفاقم انعدام الأمن الغذائي.
خطورة التشخيص الخاطئ
يحذر الخبراء من أن تشخيص السكر من النوع الخامس كأنه نوع الأول أو الثاني قد يكون خطيراً، فالعلاج التقليدي بجرعات كبيرة من الأنسولين قد لا يكون فعالاً، بل قد يسبب تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم. غالباً ما يحتاج المرضى إلى جرعات صغيرة من الأنسولين أو بروتوكولات علاجية مختلفة تماماً.
أعراض السكر من النوع الخامس
تشترك أعراضه مع الأنواع الأخرى، وتشمل العطش الشديد وكثرة التبول والتعب وفقدان الوزن وتشوش الرؤية وبطء التئام الجروح. لكن ما يميّزه ارتباطه الواضح بسوء التغذية؛ مثل النحافة الشديدة، تأخر النمو أو البلوغ خصوصاً لدى الشباب، فقر الدم، ضعف المناعة والعدوى المتكررة، وغالباً ما تظهر الأعراض قبل سن الثلاثين.
خطوة نحو الاعتراف العالمي
شكلت الاتحاد الدولي للسكري فريق عمل متخصص لوضع معايير تشخيص واضحة وإرشادات علاجية وسجل عالمي للمرضى وبرامج تدريب لمقدمي الرعاية الصحية.
ويؤكد الباحثون أن الاعتراف الرسمي بالسكر من النوع الخامس قد يساهم في توفير التمويل وزيادة الوعي وتحسين فرص التشخيص والعلاج لملايين المرضى الذين ظلوا دون رعاية مناسبة لسنوات طويلة، وإذا تحقق ذلك سيكون له أثر إيجابي على رعاية المصابين حول العالم.



