شهد عام 2025 تحولات كبيرة في مسار ماسك بين ريادة الأعمال والجدل السياسي وتوترات الأسواق العالمية، مع إنجازات ضخمة وتحديات كبيرة، إضافة إلى حياة شخصية تواصلت مع العناوين العامة بإعلان ولادة طفله الثالث عشر.
أولًا: وزارة كفاءة الحكومة… وصدام مبكر مع ترامب
في يناير 2025 أُعلن عن تأسيس وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية (DOGE)، وتولى ماسك منصب موظف حكومي خاص لمدة 130 يومًا للإشراف على تقليص الإنفاق الفيدرالي وتقليص الوظائف الحكومية وتخطيط تقليص المساعدات الخارجية بنحو 10 مليارات دولار. أثارت هذه الخطوة غضباً واسعاً، وكان من أبرز منتقديها بيل جيتس الذي اتهم ماسك بـ”قتل أطفـال أفقر أطفال العالم”.
وسرعان ما تحول التوتر مع ترامب إلى مواجهة علنية، فبعد أن قدَّم ماسك وصفاً لـ”مشروع ترامب” بـ”المشين”، تلمح عبر منصة إكس إلى تورط ترامب في قضايا جيفري إبستين، وهو ما أشعل جدلاً حاداً. رد ترامب بوصف ماكـس بـ”المخيّب للآمال”، ملوّحاً بإعادة النظر في الدعم الحكومي لشركاته وربما ترحيله، في واحدة من أكثر حلقات التوتر السياسي خلال العام.
ثانيًا: تقلبات الأعمال نجاحات لا تخلو من العثرات
رغم الأجواء السياسية المضطربة، ظل ماسك حاضراً بقوة على الساحة الاقتصادية، فأطلقت تسلا نسخة المدى الطويل من سايبرتراك في منتصف العام، ولاقى المشروع إشادة من الجمهور، ولكنه استدعى في ما بعد عشرات الآلاف من السيارات بسبب مشكلات في قطع الغيار.
أما Neuralink فاستمرت التجارب السريرية للغرسات الدماغية وازدادت قائمة الانتظار إلى نحو 10 آلاف شخص، رغم انتقادات تتعلق بتجارب على الحيوانات وتقييم الشركة كـ”شركة صغيرة محرومة” رغم قيمتها السوقية التي تبلغ نحو 9 مليارات دولار.
وفي قطاع الذكاء الاصطناعي، أُطلق جروك 4 في يوليو كنسخة جديدة، وذلك في سباق محتدم مع كبار الشركات. وفي الفضاء، حققت SpaceX إنجازاً بارزاً بهبوطٍ مُتحكَّم فيه لصاروخ ستارشيب في المحيط. كما أظهرت بورينج كومباني تقدماً في مشروع ZPIT للحفر دون وجود بشر، بما يعزز معايير السلامة والكفاءة.
ثالثًا: تسلا في مهب العاصفة
ورغم الزخم، بقيت تسلا الحلقة الأضعف في منظومة ماسك، إذ اقترب سعر سهمها من 480 دولاراً عقب فوز ترامب في الانتخابات ثم تراجع إلى نحو 220 دولاراً بحلول أبريل بسبب انخفاض المبيعات وتراجع ثقة المستثمرين والغموض المحيط بالرسوم الجمركية وتقييم الشركة.
ترافق ذلك مع موجة احتجاجات وتخريب استهدفت المعارض التابعة لتسلا، على خلفية تدخل ماسك في الشؤون الحكومية، وفي أوروبا انخفضت المبيعات بنحو 40% خلال الصيف بفعل منافسة قوية من الشركات الصينية مثل BYD التي أخذت صدارة السوق.
ومن منتصف العام، تقلّصت الحصة السوقية لتسلا إلى ما دون 1%، مع بعض الانتعاش المحدود في النرويج ونهاية العام في الولايات المتحدة بسبب تغيّر السياسات الضريبية، وتظل هذه القفزات ظرفية في نظر المحللين. يؤكد ماسك دائماً أن مستقبل تسلا لا يعتمد فقط على بيع السيارات، بل يعتمد أيضاً على مجالات مثل القيادة الذاتية والروبوتات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة التي قد تعيد تعريف الشركة في السنوات المقبلة.
رابعًا: أغنى رجل في العالم… بفارق تاريخي
أنهى ماسك عام 2025 بوصفه أغنى شخص في العالم بفارق تاريخي، إذ بلغ صافي ثروته نحو 450 مليار دولار في بداية ديسمبر وفق مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، متقدماً بنحو 180 مليار دولار عن لاري بيج.
خلال العام ارتفعت ثروته بنحو 17.5 مليار دولار، ليصبح أول شخص في التاريخ يلمس حاجز 500 مليار دولار لفترة وجيزة. وتزايدت الرهانات مع موافقة مساهمي تسلا على حزمة رواتب قد تدرّ عليه نحو 878 مليار دولار خلال عقد، إذا ارتفع سعر سهم الشركة إلى 8.5 تريليون دولار، وهو مستوى يتجاوز قيمتين عملاقتين حاليتين في السوق. وفي تعليقه، قال ماسك إن ما يحدث ليس فصلًا جديدًا بل “كتاباً جديداً بالكامل”.
بين السياسة والمال والرؤية الابتكارية، يختصر عام 2025 صورة ماسك كفرد لا يهدأ، لا يمر عامًا دون انقسام، ومع توقعات بقيادته لمزيد من الابتكار أو أزمات جديدة في 2026، ويبقى حاضرًا في صدارة العناوين الكبرى.
