تعتبر الشوكولاتة ليست مجرد حلوى تُسعد المزاج، بل مادة غذائية معقّدة تجمع بين مكوّنات قد تكون مفيدة أو ضارة بحسب النوع والكمية المأخوذة.
وتتساءل فئة من الناس: هل يمكن أن ترفع الشوكولاتة ضغط الدم أم تساعد في ضبطه؟ يشير تقرير صحي إلى أن التأثير يعتمد على النوع ومحتوى الكاكاو والكافيين والسكريات، فالشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسب عالية من الكاكاو قد تساهم في دعم صحة القلب بفضل مضادات الأكسدة، بينما الأنواع العالية السكر تعطي نتائج معاكسة.
الكـاكاو… العنصر السحري في خفض الضغط
المكوّن الرئيسي هو الكاكاو الذي يحتوي على مركبات طبيعية تعرف بالفلافانولات. هذه المواد تساعد الأوعية على الاسترخاء وتحسين تدفّق الدم، ما يخفف الضغط الواقع على جدران الشرايين. وقد أشارت أبحاث عدة إلى أن تناول كميات بسيطة من الشوكولاتة الداكنة التي تتجاوز نسبة الكاكاو فيها 70% يمكن أن يخفض ضغط الدم بشكل طفيف لدى بعض الأشخاص، شرط أن تكون ضمن نظام غذائي متوازن. أما الإفراط في تناولها أو اختيار أنواع تحتوي على دهون مشبعة وسكريات مضافة فتلغي هذه الفوائد تماماً.
الكافيين… المنبّه الخفي داخل الحلوى
الكافيين موجود في كمية معقولة من الكاكاو، فكل قطعة شوكولاتة داكنة يمكن أن تحتوي نحو 70 إلى 80 ملليغرام من الكافيين. هذه الكمية قادرة على رفع ضغط الدم مؤقتاً عند الأشخاص ذوي الحساسية أو المصابين بارتفاع الضغط. ليست الكافيين في الشوكولاتة بمستوى القهوة، لكنها قد تزيد الضغط أو تسرع دقات القلب إذا ارتبطت بمصادر كافيين أخرى خلال اليوم نفسه.
السكر… الوجه الآخر غير المحبوب
بعيداً عن الكاكاو، تحتوي كثير من أنواع الشوكولاتة التجارية على سكريات مضافة، وهي السبب الرئيسي للتأثير السلبي على القلب والأوعية. الزيادة في السكر ترفع مستويات الأنسولين وتزيد احتباس الصوديوم والسوائل في الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط. كما أن الإفراط في السكر يربط بزيادة الوزن كعامل خطر آخر لارتفاع الضغط. لذلك يفضل قراءة الملصقات واختيار الأنواع منخفضة السكر أو المحليات الطبيعية فقط.
ما الفرق بين الداكنة والبيضاء؟
الشوكولاتة الداكنة أقرب للفائدة لأنها تحتوي على نسبة أعلى من الكاكاو والفلافانولات، بينما الشوكولاتة البيضاء تكاد تخلو من الكاكاو وتتكون غالباً من الزبدة والسكر والحليب. لذا قد تساهم الداكنة في خفض الضغط حين تُتناول باعتدال، في حين أن البيضاء قد ترفع الضغط تدريجياً مع الوقت. وحتى الشوكولاتة بالحليب، على الرغم من طعمها اللطيف، تقرب تأثيرها من البيضاء بسبب نسب السكر العالية فيها.
الاعتدال هو المفتاح
أهم رسالة خبراء التغذية أن تأثير الشوكولاتة ليس مطلقاً بل يعتمد على الكمية والنوع وتوازن النظام الغذائي ككل. قد تكون قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة بعد الوجبة مفيدة لصحة القلب والمزاج، بينما الإفراط في تناولها يومياً يحوّل فوائدها إلى أضرار. ولمن يعانون من ارتفاع الضغط أو مشاكل في القلب، من الأفضل استشارة الطبيب قبل إدخالها بانتظام ضمن النظام الغذائي.
