أسباب جفاف الفم المستمر
يظهر جفاف الفم عندما ينخفض إفراز اللعاب عن المعدل الطبيعي، ما يجعل الفم جافًا ويؤثر على الراحة اليومية.
يعد اضطراب مستويات السكر في الدم من أبرز الأسباب الطبية لجفاف الفم، فقد يرفع ارتفاع الجلوكوز في الدم سحب الماء من أنسجة الجسم، فيشعر المصاب بالعطش الشديد وكثرة التبول، وربما يلاحظ جفاف الفم لعدة أشهر قبل ظهور قراءات سكر مُتغيرة في الاختبارات.
قد تقلل بعض الأدوية مثل مسكنات الألم، وأدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الحساسية من إفراز اللعاب في الفم، وقد لا يدرك بعض المرضى أن هذا من آثارها الجانبية، لذا ينبغي مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو تجربة دواء بديل.
قد تؤدي مشكلات الغدة الدرقية واضطرابات المناعة إلى اختلال توازن السوائل في الجسم، كما أن متلازمة شوغرن تؤثر في الغدد المفرزة للدموع واللعاب. إذا كانت لديك علامات جفاف في الشفاه مع جفاف العين وآلام في المفاصل وإرهاق غير مبرر، فعليك مراجعة الطبيب لإجراء فحوص إضافية.
قد يعاني الأشخاص من التنفّس من الفم أثناء النوم بسبب انسداد الأنف، الشخير، أو انقطاع النفس النومي، ما يسبب جفاف الفم والحلق. إذا كان جفاف الفم أسوأ في الصباح ويتحسن خلال النهار فهذه علامة تستدعي الفحص الطبي.
لا يقتصر جفاف الفم المزمن على الإزعاج فحسب، بل قد يرفع احتمال تسوس الأسنان وأمراض اللثة وتقرحات الفم والتهاباته. كما يلاحظ بعض المرضى تغيراً في حاسة التذوق وصعوبة في بلع الأطعمة الجافة أو رائحة فم كريهة مستمرة، وهذه المشكلات تؤثر في الصحة الجسدية والنفسية وتضعف الثقة بالنفس.
توضح هذه النقطة أن جفاف الفم ليس تشخيصاً بحد ذاته، بل علامة على وجود حالة كامنة. خاصة إذا استمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة، ويصحبه إرهاق، تقلب في الوزن، كثرة التبول، آلام مفاصل، أو تعطيل في ممارسة الحياة اليومية، فلابد من فحص بسيط يبدأ عادة بتحليل الدم ومراجعة الأدوية. غالبًا ما يساعد علاج السبب الجذري في استعادة تدفق اللعاب ومنع حدوث مضاعفات طويلة الأجل.
