ذات صلة

اخبار متفرقة

دوري روشن: الاتحاد يحصد نصيبه من الشباب بهدفين

أحداث المباراة واصل الاتحاد انتصاراته بفوزه 2-0 على الشباب في...

أغلى 5 خواتم خطوبة للمشاهير في عام 2025.. جورجينا رودريجيز تتصدر

أغلى خواتم خطوبة المشاهير خلال عام 2025 تُعرَض هنا أغلى...

5 تريندات ديكور للمطبخ ستختفى في عام 2026.. الرفوف المفتوحة الأبرز

أبرز اتجاهات المطابخ في 2026 وتطبيقها في الحياة اليومية يتجه...

روبوت بشرى ينجح في خطف الأنظار برقصة بوليوودية على أغنية عربية فى الهند.. فيديو

شهد مهرجان التكنولوجيا 2025 في المعهد الهندي للتكنولوجيا في...

الفيروس الكبير في كوبا: معلومات عن المرض الذي ينقله البعوض

تواجه كوبا حالياً حالة طوارئ صحية غير مسبوقة بعد اجتياحها وباء غامض أطلق عليه السكان اسم “الفيروس الكبير”، المرض يثير فزعاً واسعاً بين المواطنين الذين يرونه أشبه بعقاب جماعي، إذ تفشّى بسرعة في بلد يرزح تحت ضغط نقص الدواء والغذاء والطاقة. المستشفيات تقف على حافة الانهيار، ويبحث الناس عن العلاج في منازلهم بالأعشاب أو في السوق السوداء.

وفق تقرير نشرته وسائل إعلام إسبانية، فإن ما يُعرف بالفيروس الكبير ليس فيروساً واحداً، بل مزيجاً من حمى الضنك وحمى الشيكونغونيا وفيروس أوروبوش، وهي أمراض تنقلها البعوض وتنتشر عادة في البيئات المدارية. وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الإصابات المؤكدة بحمى الشيكونغونيا تجاوز 38 ألف حالة، بينما سجّلت السلطات ما لا يقل عن 55 وفاة، بينها 21 طفلاً، مع ترجيحات بأن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.

أعراض مرعبة ومضاعفات لا تنتهي

تبدأ الأعراض فجأة بارتفاع في الحرارة يتجاوز 39 درجة، وآلام مبرحة في المفاصل، وتعرّض جلد لطفح، مع قيء وإسهال، ثم تليها فترة من التيبّس الشديد وصعوبة الحركة. يصف الأطباء الحالة بأنها “شلل مؤقت” في بعض العضلات، وتستمر آثارها لشهور تشمل الإرهاق المزمن وفقدان التوازن.

الأسباب وراء التفشّي

يعزو خبراء الأوبئة السبب الرئيس إلى تزايد أعداد البعوض نتيجة الأمطار الغزيرة وتراكم القمامة في الشوارع بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لعمليات الرش. وبحسب المركز الوطني للنظافة والأوبئة، نحو 0.89% من المناطق السكنية تشهد وجود البعوض في كل حي تقريباً. كما أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلق بيئة مثالية لتكاثر الحشرات، وأكدت الدكتورة جيانيلا كروز أفيلا أن الخلل الأكبر في الوقاية، مشيرة إلى أن القضاء على البعوض البالغ ليس كافياً، بل يجب تدمير البيض واليرقات والعذارى أيضاً.

العلاج الممكن

لا يوجد علاج نوعي حتى الآن، والعلاج يتركز على تخفيف الأعراض: الراحة التامة، وشرب كميات كبيرة من الماء لتجنّب الجفاف، واستخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول. وينصح بابتعاد عن الأدوية المضادة للالتهاب القوية مثل الإيبوبروفين لأنها قد تزيد خطر النزيف في حالات حمى الضنك.

التغذية.. عامل يزيد الأزمة

يؤكد خبراء معهد Pedro Kouri للأمراض المعدية أن ضعف التغذية يجعل المرض أكثر فتكا، فالحالة الناجمة عن الحمى والالتهابات تهدِم مخزون الحديد والبروتينات، بينما يعتمد معظم الكوبيين على الأرز وقليل من اللحم المفروم. وتوصي النشرات الطبية بتناول البيض، الزبادي، الأسماك، المكسرات والخضروات الورقية لتعويض النقص، لكنها شبه غائبة من المتاجر.

أزمة الدواء والتشخيص

المستشفيات تعمل بأدوات محدودة للغاية، ولا تتوفر فحوص مخبرية لتحديد نوع الفيروس، فالتشخيص غالباً يُسجل كـ”حمّى غير محددة”. ويشير مصدر من معهد أمراض الدم والمناعة في هافانا إلى أن عدداً من العينات يُرمى بسبب غياب الكواشف اللازمة، ما يؤدي إلى نتائج سلبية كاذبة. العلاج غالباً يقتصر على مسكنات ومحاليل جفاف. وتروي ممرِّضة من ماتانزاس أن المرضى يُعادون إلى منازلهم مع توجيه الراحة فقط بسبب نقص الأدوية، ومع تزايد النقص تتجه الأسر إلى الطب الشعبي، كما تتحدث إحدى السيدات عن علاجها بخليط من الأوريجانو والثوم والقرنفل المغلي مرتين يومياً.

النظام الصحي

تشير بيانات محلية إلى أن نحو 70 ألف عامل صحي غادروا وظائفهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بينهم أكثر من 30 ألف طبيب. المستشفيات مكتظة وتُغلق عيادات كاملة في بعض الأحيان بسبب إصابة الطواقم بالفيروس. وتقر وزارة الصحة بنقص الأدوية يفوق 70% من الاحتياجات، ما يجعل السوق السوداء المصدر الوحيد للدواء.

شهادات

يصف هانسل، مهندس من هافانا، حالته بأنها بدأت بألم في الركبة وبمرور يومين لم يستطع الوقوف، وشعر بأن جسده يحوّل إلى حجر. وتروي سيلفيا من بنار ديل ريو أن والدتها سقطت من الحمى واضطرتا للبقاء في المنزل بلا تشخيص لأن المستشفى القريب خالٍ من الأدوية. وفي حي آخر يعاني الأطفال وكبار السن من حالات مشابهة، وتقول سيدة إن كل بيت فيه مريض وتبادلا معاً نفس الجملة: يؤلمني هنا، لم أَنم جيداً، لا أستطيع النهوض.

الوضع الرسمي

على الرغم من تزايد المرضى والوفيات، تصر الحكومة على أن الوضع “تحت السيطرة”. وقال وزير الصحة خوسيه أنخيل بورتال ميراندا إن هذه أمراض موسمية مألوفة في مناخنا، رافضاً وصفها بالوباء. إلا أن الصور من هافانا وماتانزاس تبدي مستشفيات مكتظة ومشارح تعمل ليلاً ونهاراً، فيما حذرت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية من انتشار الفيروسات المنقولة بالمفصليات في كوبا وهو الأوسع منذ عقدين، محذرة من أن أي تأخير في مكافحة البعوض سيؤدي إلى توسع المرض في المنطقة الكاريبية.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على