خطر أمراض نمط الحياة على الشباب والبالغين
يُطلق هذا العام جرس إنذار صحي يلفت النظر إلى أن أمراضاً مثل السكر وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني وزيادة الوزن لم تعد حوادث نادرة بل صارت جزءاً من الحياة اليومية لدى الشباب والعاملين وحتى الآباء الجدد والرياضيين المعتدلين.
تؤكد استشارية التغذية السيدهي كريبال أن هذه الأمراض لا تظهر فجأة، وإنما هي نتاج خيارات نمط حياة بسيطة ومتكررة تراكمت عبر سنوات، مثل ساعات العمل الطويلة، الاعتماد على الأطعمة المعلبة، عدم انتظام الوجبات، والمشروبات السكرية، وانخفاض استهلاك الألياف، حتى وُصفت أحياناً بأنها صحية لكنها تضرك على المدى الطويل.
وتؤكد الوقاية من الأمراض التي تشكل عبئاً عظيماً أنها لا تتطلب أنظمة غذائية قاسية، وإنما تغييرات بسيطة ومستمرة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً، مثل تناول الطعام المنزلي بشكل متكرر، اختيار المنتجات الموسمية بدلاً من المنتجات المصنعة، الحفاظ على رطوبة الجسم وزيادة الألياف، والتقليل من المشروبات السكرية.
وتشير رئيسة قسم التغذية في كافيه نيوتريشن إلى أن أمراض نمط الحياة أصبحت جزءاً رئيسياً من عبء الأمراض بما في ذلك السمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والكبد الدهني، وبعض أنواع السرطان، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي، وتتزايد هذه الروابط مع قلة الحركة واتباع أنظمة غذائية عالية الملح والسكر والدهون غير الصحية.
أسس الوقاية ونماذج التطبيق في الحياة اليومية
وتبدأ الوقاية بالتشخيص المبكر وإجراء تغييرات جوهرية في نمط الحياة الغذائية، فالتقليل من الأطعمة المصنعة والمعلبة يعد خطوة أساسية، ويجب التركيز على تناول كربوهيدرات متزنة مع زيادة البروتين الخالي من الدهون وإعطاء الأولوية للألياف من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، كما أن الاعتماد على الأنظمة الغذائية التقليدية يساعد عادة في صنع نمط حياة صحي ومستدام.
وتوضح دراسات حديثة أجراها فريق بحثي من فيروتس أن المخاطر الجينية لنقص المغنيسيوم تسهم بشكل كبير في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن اكتشاف هذا الخطر مبكراً عبر التحليل الجيني للتمثيل الغذائي، وذلك ما يجعل التدخلات الموجهة مثل تناول مكملات المغنيسيوم ممكنة قبل سنوات من ظهور الأمراض.
