يعاني بعض الأشخاص من نوبات الصداع النصفي الشتوي بسبب التغيرات المناخية وقلة الترطيب وتدفئة المنازل وما يرافقها من جفاف وتوتر عصبي.
لماذا يتفاقم الصداع النصفي خلال فصل الشتاء؟
يرتبط تفاقم الصداع النصفي في الشتاء بتأثر العصب ثلاثي التوائم بدرجات الحرارة المنخفضة، وهو عصب رئيسي في مسارات الألم المرتبطة بالصداع النصفي ويكون أكثر حساسية للبرد. كما يؤدي انخفاض شرب الماء وقلة الترطيب الناتجة عن الجفاف الجوي وتدفئة المنازل إلى اختلال توازن الأملاح والسوائل في الجسم، وهو ما يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد احتمال حدوث النوبات. وتزداد في هذا الفصل أيضاً التهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجيوب الأنفية، ما يسبب احتقان الأنف وأعراض مصاحبة تفاقم الصداع عند بعض المصابين.
أعراض الصداع النصفي
تتركز النوبات عادة في جانب واحد من الرأس وتستمر من ساعات إلى يومين، وتختلف شدتها من خفيفة إلى شديدة، وترافقها أحياناً أعراض مثل الغثيان أو الميل إلى القيء، إضافة إلى حساسية للضوء والصوت، ما يجعل التعامل مع النوبة أمراً صعباً في بعض الأحيان.
طرق الوقاية من الصداع النصفي الشتوي والسيطرة عليه
يمكن تقليل النوبات من خلال العناية بنمط الحياة، فاجتناب الانتقال المفاجئ من الدفء إلى الهواء البارد يساعد في استقرار الجهاز العصبي، كما أن ارتداء ملابس دافئة تحمي الرأس والأذنين من البرودة. ويظل الحفاظ على الترطيب أمراً محورياً، فالتدفئة المنزلية والهواء الجاف يرفعان فقدان الرطوبة بالجسم، لذا يجب شرب الماء بانتظام واستخدام جهاز ترطيب الهواء للحفاظ على رطوبة الغلاف التنفسي. كما يساعد الحفاظ على دورة نوم منتظمة وممارسة نشاط بدني منتظم في دعم وظائف الجسم وتقليل احتمالية الصداع. ويُعد التعرض اليومي لأشعة الشمس واتباع نظافة شخصية سليمة من العوامل التي ترفع مستويات السيروتونين وتقلل من احتمال العدوى، ما يساهم في الوقاية من تفاقم الأعراض.
العلاجات الطبية للصداع النصفي الشتوي
عند استمرار الصداع أو تفاقمه رغم اتباع التدابير المنزلية، ينبغي مراجعة طبيب أعصاب لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة، فالوقاية من النوبات قد تتطلب أدوية وقائية تقلل من تكرارها وشدتها، كما يقوم الطبيب بفحص الأعراض والمحفزات وتاريخك الطبي وتحديد ما إذا كان العلاج الوقائي مناسباً، مثل استخدام حاصرات بيتا أو العلاجات المرتبطة بمثبطات مستقبلات بروتين CGRP أو مضادات الاختلاج. كما قد يقترح الطبيب مكملات غذائية مدعومة بالأدلة مثل الريبوفلافين أو CoQ10 للمساعدة في تقليل النوبات.



