يشعر الشخص بالقلق نتيجة الضغوط اليومية في العمل والمنزل وغيرها من ضغوط الحياة، وتؤدي العادات السلبية المصاحبة لتلك الضغوط إلى تآكل القدرة على تنظيم اليوم وتزايد القلق مع مرور الوقت.
أثر الضغوط اليومية والعادات السلبية على القلق
قد يظهر القلق كألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب، وتتصاعد هذه الأعراض مع التوتر أو حتى أثناء الراحة، كما قد يصاحبها دوار وتعرّق ورعشة وشعور بالخدر في الذراعين أو الفك أو الرقبة، وتربط هذه الاستجابات القلقية أحياناً بمشاكل القلب لأنها تستجيب لضغط النفس نفسه.
كيف يعمل القلق على جسمك
عند الخوف يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، فترتفع سرعة القلب وارتفاع ضغط الدم وتشد عضلات الصدر ويزداد معدل التنفس، وهذا التحضير الفيزيولوجي يحدث حتى عندما لا يكون هناك خطر حقيقي، ما قد يؤدي إلى دوخة وانخفاض في ثنائي أكسيد الكربون الناتج عن التنفس السريع، كما أن القلق المستمر يمكن أن يؤثر سلباً على من يعانون من أمراض قلبية ويعيق التعافي.
متى يجب التوجه إلى الطوارئ؟
إذا لم تكن متأكداً مما إذا كانت الأعراض بسبب القلق أم مشكلة قلبية، فاجتهد في زيارة الطبيب أو قسم الطوارئ لتقييم الحالة، واطلب العناية عند وجود ألم صدر يستمر لبضع دقائق، أو ينتشر إلى الذراع أو الفك أو الظهر، أو وجود ضيق في التنفس أو إغماء، ومع وجود أمراض قلب معروفة أو عوامل خطورة مثل التقدم في السن أو السكري أو ارتفاع الضغط أو التدخين، فمن الأفضل التعامل مع الأعراض كالأعراض القلبية حتى يثبت العكس.
كيف يؤثر القلق على صحة القلب؟
يسبب القلق ارتفاع هرمونات التوتر مما يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم وتوتر عضلات الصدر والتنفس المتسارع؛ كما أن فرط التنفس قد يخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم مسبباً دوخة وألماً في الصدر، وبالنسبة لمرضى القلب يمكن للقلق غير المعالج أن يفاقم حالتهم ويؤخر التعافي، وتربط دراسات القلق بمخاطر إضافية للإصابة بأمراض القلب وحدوث أحداث قلبية.
ما الذي يساعد في تقليل القلق وتحسين صحة القلب؟
يمكن أن يساهم العلاج السلوكي المعرفي في تنظيم الاستجابات للتوتر وتقليل ارتفاع هرمونات التوتر، كما أن الأدوية عند وصفها بشكل صحيح تساعد في استقرار المزاج دون زيادة مخاطر القلب، وتلعب تغييرات نمط الحياة دوراً مهماً من خلال ممارسة الرياضة بانتظام واليوغا والتأمل والنوم الكافي وتمارين التنفس وتجنب التدخين والكافيين والكحول.
ماذا تفعل أثناء نوبة القلق؟
ابدأ بتقييم طبي لاستبعاد مشاكل القلب، وبعد استبعاد الأسباب القلبية يتركز الاهتمام على تهدئة الجهاز العصبي، فالتنفس البطيء والمنظم والتطمين وتقنيات الاسترخاء تخفف الأعراض بسرعة، وعلى المدى الطويل قد يشمل العلاج النفسي والأدوية عند الحاجة وتدريب إدارة التوتر والمتابعة المنتظمة، فالتكامل بين الصحة النفسية والجسدية يعطي أفضل النتائج ويقلل من تكرار النوبة.
