يزيد خطر مقاومة الإنسولين عند اتباع نمط حياة خاملة وتناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات. يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستمر في السكر في الدم وإفراز متكرر للإنسولين من البنكرياس، وهذا الإفراز المزمن يجعل الخلايا أقل استجابة له مع مرور الوقت.
يتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم مع استمرار استهلاك الكربوهيدرات في إفراز الإنسولين بشكل متكرر، ما يضغط على البنكرياس ويؤدي إلى تغير في استجابة الخلايا للإنسولين، فتظهر مقاومة الإنسولين تدريجيًا في العضلات والدهون والكبد.
تشير بيانات حديثة إلى أن نسبة كبيرة من السعرات اليومية تتكون من الكربوهيدرات، وهذا يجعل الكربوهيدرات من أقوى محفزات إفراز الإنسولين، وعندما تبقى مستويات الإنسولين مرتفعة لفترة طويلة، تفقد الخلايا حساسيتها وتصبح مقاومة للإنسولين.
وبهذا الواقع، يصبح الشخص عرضة للإصابة بمشكلات صحية متعلقة بالتمثيل الغذائي كالكبد الدهني، ارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة تكيس المبايض، إضافة إلى تراكم الدهون في البطن التي تزيد الخطر وتضغط على وظائف الكبد والقلب.
وحتى قبل ظهور أي أعراض، قد تظل مقاومة الإنسولين موجودة لسنوات، وتسمى بالقاتل الصامت لأنها قد لا تشخّص إلا بعد فوات سنوات وفوات الأعراض المبكرة كالإرهاق البسيط بعد الوجبات.
يحتاج تشخيص مقاومة الإنسولين إلى فحوصات محددة، أبرزها فحص الأنسولين الصائم وHOMA-IR الذي يحسب العلاقة بين مستوى الأنسولين والجلوكوز في الصيام، بالإضافة إلى تقييم الدهون مثل الثلاثي الغليسيريد والكوليسترول الحميد HDL.
مؤشرات فحص المقاومة وتشخيصها
تشير الزوائد الجلدية إلى مقاومة الإنسولين، وتظهر عادة تحت الإبطين أو في مناطق طي الجلد، كما يظهر تغير في لون البشرة وبقع داكنة مخملية في الرقبة ومنطقة ظهر العنق، وتعد هذه العلامات من أبرز الدلالات على وجود المقاومة.
كما تؤثر الدهون حول البطن وتراكمها على شكل دهون الكبد وتزيد احتمال ارتفاع ضغط الدم ومتلازمة تكيس المبايض، وكلها عوامل مرتبطة مباشرة بمقاومة الإنسولين.
فحص الدهون وتوازن الكولستيرول يلعب دوراً في فهم الوضع الصحي، فالكوليسترول الجيد HDL وارتفاع الدهون الثلاثية هي مؤشرات مهمة يجب تقييمها مع فحص الأنسولين والجلوكوز.
تهدف الفحوصات المبكرة إلى منع اضطرابات التمثيل الغذائي في المستقبل ومنع زيادة خطر الإصابة بالسكري أو أمراض الكبد الدهني والضغط الدموي من خلال السيطرة على العادات اليومية وتحسين النظام الغذائي ونشاط الجسم.



