الدورة الأنفية ووظائفها
يتنفس الجسم بنظام واضح يعرف بالدورة الأنفية، حيث تتولى إحدى الفتحتين مهمة التنفس الأساسية وتدخل الأخرى في حالة راحة بسبب احتقان بسيط، ثم يتبادلان الأدوار كل بضع ساعات دون أن يشعر الإنسان بذلك.
يساعد التبادل المتواصل بين الفتحتين في ترطيب الأغشية المخاطية ومنع جفاف الأنف، كما يساهم في الحفاظ على كفاءة التنفس على المدى الطويل.
يتفاقم هذا التبادل عند الإصابة بنزلة برد أو انحراف الحاجز الأنفي، فيظهر انسداد جانب واحد بشكل أوضح ويشعر الشخص بضغط أو صعوبة.
يؤدي النوم، خاصة عند الاستلقاء على جانب واحد، إلى زيادة احتقان فتحة الأنف السفلى بسبب الجاذبية، وعادة لا يمثل ذلك مشكلة لأن الفتحة الأخرى تتولى التنفس، لكن إذا جاء دور الفتحة المحتقنة فجأة قد يستيقظ الشخص وهو يعاني صعوبة في التنفس.
يعزز وجود فتحتي الأنف حاسة الشم أيضًا. عندما يدخل الهواء تدريجيًا إلى إحدى الفتحتين، يحصل جزيئات الروائح على وقت أطول للذوبان في الغشاء المخاطي، ما يساعد الدماغ على التقاط روائح مختلفة من كل جانب.
أظهرت دراسات علمية أن الدماغ يستطيع مقارنة الاختلافات الدقيقة بين ما تلتقطه كل فتحة أنف، مما يمكّن الإنسان من التمييز بين الروائح وتحديد مصدر الرائحة وتتبعها.
يرجع وجود فتحتي الأنف إلى سببين رئيسيين: التناظر الثنائي للجسم وهو نمط تطوري يجعل معظم الأعضاء مزدوجة، إضافة إلى الأمان الوظيفي الذي يضمن استمرار التنفس والشم حتى لو انسدت إحداهما.
يؤكد وجود فتحتي الأنف أن التنفس والشم والحماية والبقاء تعتمد على تصميم ذكي، فوجودهما ليس مجرد تفصيل شكلي بل ميزة حيوية تمنح الجسم القدرة على التنفس والشم حتى في حال انسداد أحدهما.



