تشهد النقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي جدلاً مستمرًا حول تعريف الذكاء العام وإمكان وصول الأنظمة إلى مستوى البشر.
مواقف بارزة
يرى يان لوكون أن فكرة الذكاء العام ليست مؤكدة حتى لدى البشر أصلًا، فالم قصور البشري شديد التخصص وقد تطور بيولوجيًا لمعالجة مشكلات محددة، وهو ما يفسر تفاوت قدرات البشر في مجالات مختلفة. ومع حلول الآلات التي تستطيع تحليل ملايين السيناريوهات في ثوانٍ، ينتقد السعي لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي تشبه العقل البشري بواسطة كميات هائلة من البيانات وحدها، داعيًا إلى نهج أشمل يعتمد على الذاكرة الطويلة الأمد والبيانات الحسية والتعلم المستمر.
في المقابل، يرى ديميس هاسابيس أن الفرق بين مفهوم “الذكاء العام” و”الذكاء الشامل المطلق” قد يختلط، وأن الدماغ البشري يمثل أحد أكثر أنظمة التعلم العمومية تعقيدًا، ما يجعل البشر يمتلكون نوعًا من الذكاء العام بالفعل، وأن الذكاء الاصطناعي قد يقترب من مستوى مشابه إذا توفرت له الموارد اللازمة والذاكرة الواسعة.
وأشار إلى فكرة آلة تورينج كإطار تمثيلي يوضح إمكان وجود ذكاء غير محدود إذا توفرت له ذاكرة وموردان غير محدودان، معتبرًا أن الدماغ البشري هو نموذج بيولوجي تقريبي لهذه الآلة، وأن نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة تقترب تدريجيًا من هذه الإمكانات، ما يجعل البشر والآلات يمتلكون قدرًا من العمومية يكفي لتعلم نطاق واسع من المهام.
دعم إيلون ماسك هذا الاتجاه قائلاً “ديميس على حق”، مع تحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي المتقدم وتوقعه أن ظهور أنظمة فائقة الذكاء مسألة وقت. في المقابل أوضح يان لوكون لاحقًا اعتراضه على استخدام كلمة “عام” للإشارة إلى مستوى بشري، مشيرًا إلى أن البشر أنفسهم شديدو التخصص، وهو ما يستدعي دقة في المصطلحات.
خلاصة
يثير الجدل حول تعريف الذكاء العام نقاشات مستمرة بين من يرون أن الآلة ستصل إلى قدرات عامة تشبه الإنسان ومن يخشون تضخيم المفهوم وتضليل التوقعات، مع سعي البحث العلمي إلى دمج الذاكرة والبيانات الحسية والتعلم المستمر للوصول إلى أنظمة أكثر عمومية ومرونة.



