الغيبوبة الكيتونية: ما يجب أن يعرفه كل مريض سكر

ما هو الحمض الكيتوني السكري

يحدث الحمض الكيتوني السكري عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، فيبقى الجلوكوز في الدم ولا يمكن دخوله إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر رئيسي للطاقة. وبغياب الأنسولين يلجأ الجسم إلى تكسير الدهون للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى إنتاج أحماض كيتونية تتراكم في الدم وتصل أحيانًا إلى البول، وإذا لم يُعالج التراكم فقد يتطور الأمر إلى الحماض الكيتوني السكري.

أعراض الحمض الكيتوني السكري

تظهر علامات التحذير العطش الشديد وكثرة التبول والرغبة في التقيؤ وآلام البطن والضعف أو التعب، وقد يترافق ذلك مع ضيق التنفس ورائحة فم كريهة والتشوش الذهني. كما تظهر نتائج التحاليل ارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع مستوى الكيتونات في البول، وهي إشارات مهمة تؤكد وجود المشكلة وتدفع للعلاج.

أعراض خطيرة تتطلب المساعدة

عند وجود علامات خطيرة يجب طلب المساعدة الفورية أو التوجه إلى الطبيب المختص، وتشمل القيء المستمر وعدم القدرة على الاحتفاظ بالطعام أو السوائل، وبقاء سكر الدم مرتفعًا رغم العلاج المنزلي، ووجود مستوى متوسط أو مرتفع من الكيتونات في البول. وإذا كان سكر الدم أعلى من 300 ملغم/دل أو 16.7 مليمول/لتر في أكثر من فحص، فهذه علامة تستدعي الرعاية الطبية الطارئة.

أسباب الحمض الكيتوني السكري

ينتج الحمض الكيتوني السكري عن نقص الأنسولين في الجسم، فبدونه لا يستطيع الجسم استخدام سكر الدم لإنتاج الطاقة، ما يحفز الجسم على تكسير الدهون وإنتاج الكيتونات التي تتراكم في الدم والبول. قد تعزز العدوى أو أمراض أخرى زيادة بعض الهرمونات كالأدرينالين والكورتيزول التي تعاكس عمل الأنسولين، كما أن تفويت جرعات الأنسولين أو تعطّل مضخة الأنسولين يفاقم النقص. تشمل أسباب إضافية الضغط الجسدي أو النفسي، النوبات القلبية أو السكتة الدماغية، التهاب البنكرياس، الحمل، الإدمان على الكحول أو المخدرات، واستخدام بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات ومدرات البول. قد يظهر الحمض الكيتوني السكري في مرضى النوع الأول غالبًا، كما قد يحدث في النوع الثاني وقد يكون أحيانًا أول علامة للكشف عن المرض.

مضاعفات الحمض الكيتوني السكري

تشمل المضاعفات المرتبطة بالعلاج بالسوائل والمعادن والأنسولين انخفاض سكر الدم إذا دخل السكر إلى الخلايا بسرعة كبيرة، وكذلك احتمال وذمة دماغية خاصة عند الأطفال نتيجة التغير السريع في مستوى السكر، وكل ذلك يجعل المتابعة الطبية الدقيقة ضرورية لتجنب العواقب الخطيرة.

طرق الوقاية

للوقاية من الحمض الكيتوني السكري يجب التحكم في سكر الدم وجعل التغذية الصحية والنشاط البدني جزءًا من الروتين، مع اتباع تعليمات الطبيب الخاصة بتناول الأدوية والأنسولين. راقب سكر الدم بانتظام، ويفضل قياسه ثلاث إلى أربع مرات يوميًا على الأقل، وتزداد الحاجة إلى الفحص عند المرض أو الإجهاد. عدّل جرعة الأنسولين حسب الحاجة وبالتشاور مع الطبيب مع مراعاة مستوى السكر ونوعية الطعام والنشاط الصحي. افحص مستوى الكيتونات في الدم عند المرض أو الإجهاد وراجع استخدام جهاز فحص الكيتونات في البول. إذا كانت الكيتونات متوسطة أو مرتفعة فاتصل بالطبيب فورًا أو اطلب رعاية طبية فورية؛ أما إذا كانت منخفضة فقد تحتاج جرعة إضافية من الأنسولين. كن مستعدًا لتصرف سريع إذا ارتفع سكر الدم مع وجود كيتونات كبيرة في البول واطلب الرعاية الطبية فورًا.