تزداد حالات الإصابة بالإنفلونزا بشكل حاد في جميع أنحاء إنجلترا، وتظهر أرقام هيئة الخدمات الصحية أن متوسط عدد المرضى في المستشفى يومياً خلال الأسبوع الماضي بلغ 3140 مريضاً، بزيادة قدرها 18% عن الأسبوع السابق.
ما الذي يسبب الإنفلونزا ونزلات البرد؟
تنتمي نزلات البرد والإنفلونزا إلى أمراض الجهاز التنفسي لكنها بفروسات مختلفة من الفيروسات. يقول الدكتور نويد آصف إن نزلات البرد غالباً ما تكون ناجمة عن فيروسات الأنف كما أن الإنفلونزا تسبّبها فيروسات الإنفلونزا، وبشكل خاص الأنواع A وB، مما يعني إمكانية حدوث نزلة برد وإنفلونزا في وقت واحد.
ويضيف أن كلاهما يصل إلى ذروته خلال موسم البرد ويمكن أن يضعف المناعة ويزيد من احتمالية عدوى أخرى.
هل تنتشر نزلات البرد والإنفلونزا بنفس الطريقة؟
يؤكد الدكتور آصف أن كلا المرضين من الأمراض التنفسية عالية العدوى وتنتشران عن طريق الاتصال المباشر والرذاذ التنفسي.
كيف تحدث العدوى؟
تحدث العدوى عندما تنتشر القطرات المحملة بالفيروس أثناء السعال أو العطس أو الكلام، وتستقر في أفواه أو أنوف الأشخاص القريبين. وفي الأماكن المزدحمة وغير جيدة التهوية، يمكن للقطرات أن تنتقل لمسافات أطول. كما يمكن أن تنتقل العدوى أيضاً عبر لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه، فتنشر نزلات البرد والإنفلونزا عبر الرذاذ واللمس.
ما هي الأعراض الرئيسية وكيف يمكنك التمييز بين نزلات البرد والإنفلونزا؟
تسبب نزلات البرد عادة سيلان الأنف أو انسداده، والعطس، والتهاب الحلق، وسعالاً خفيفاً، وتعباً خفيفاً. بينما تظهر الإنفلونزا غالباً بارتفاع مفاجئ في الحرارة، تعب شديد وضعف، آلام في العضلات والمفاصل، صداع، سعال جاف، قشعريرة وفقدان للشهية، وأحياناً إسهال.
الفرق الرئيسي بين نزلات البرد والإنفلونزا
الفرق الأساسي هو أن الإنفلونزا تميل إلى الظهور فجأة وبشكل حاد، في حين تكون أعراض البرد عادة أكثر اعتدالاً وتتطور تدريجيًا.
هل يمكن أن تؤدي نزلات البرد والإنفلونزا إلى مضاعفات أخرى؟
تقول الدكتورة أجاثو إن نزلات البرد غالباً ما تكون خفيفة وتشفى من تلقاء نفسها، لكنها قد تسبب احتقان الجيوب الأنفية والتهابات الأذن والتهابات الصدر وتفاقم الحالات الصحية الكامنة. أما الإنفلونزا فبوسعها أن تقود إلى الالتهاب الرئوي والدخول إلى المستشفى وأمراض خطيرة خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، ومع ذلك قد يصاب أيضاً أشخاص أصحاء بمضاعفات، لذا من المهم مراجعة الطبيب فور شعورك بتوعك أو إذا كنت قلقاً.
هل يتم علاج الإنفلونزا وإدارتها بطريقة مختلفة عن الزكام؟
يوضح الدكتورة أجاثو أن المعالجة تعتمد عادة على الراحة والسوائل وتخفيف الأعراض باستخدام مسكنات الحرارة. وفي المجموعات المعرضة للخطر، قد تُوصف أدوية مضادّة للفيروسات لعلاج الإنفلونزا إذا بدأت مبكراً. كما أن المضادات الحيوية ليست فعّالة إلا إذا كان هناك عدوى بكتيرية ثانوية.
هل تكون فترة التعافي عادةً أطول للنزلة أم للإنفلونزا؟
تختفي أعراض الزكام عادة خلال 7 إلى 10 أيام، بينما تستمر الإنفلونزا من أسبوع إلى أسبوعين، وقد يظل التعب موجوداً لفترة أطول في بعض الأحيان.
هل يمكن الوقاية من الإنفلونزا ونزلات البرد بطرق مماثلة؟
تُعدّ لقاحات الإنفلونزا السنوية أكثر وسائل الوقاية فاعلية ضد الإنفلونزا، خصوصاً لفئات الضعف. كما تتشابه إجراءات الوقاية الأخرى مع نزلات البرد وتشمل غسل اليدين بانتظام، والبقاء في المنزل عند المرض، وتجنب لمس الوجه، والتغطية عند السعال أو العطس، والتأكد من تهوية الأماكن المغلقة جيداً.
من هم المؤهلون لتلقي لقاح الإنفلونزا في المملكة المتحدة؟
يُقدم لقاح الإنفلونزا المجاني من هيئة الخدمات الصحية البريطانية سنوياً لكبار السن 65 عاماً فما فوق، والنساء الحوامل، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و3 سنوات، والأطفال في سن المدرسة، والأشخاص من 6 أشهر إلى 64 عاماً الذين لديهم حالات صحية مزمنة، والأشخاص ذوو الإعاقات الذهنية، ومقدمو الرعاية، والعاملون في الرعاية الصحية والاجتماعية، وسكان أو موظفو دور الرعاية. كما يحق للمخالطين المنزليين للأشخاص ذوي المناعة المنخفضة أيضاً التلقيح.
