التوتر وضغط الدم
يُعدّ التوتر المزمن عاملًا قد يرفع ضغط الدم تدريجيًا دون أن يلاحظ الشخص ذلك، ويحذر الأطباء أن الإجهاد المستمر قد يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكتات إذا لم يُدار بالشكل الصحيح.
التوتر وضغط الدم.. ما العلاقة؟
توضح الطبيبة بيوميكا دي سيلفا أن ارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يُعد القاتل الصامت لأنه قد يتطور بلا أعراض حتى المراحل المتقدمة.
وتؤكد أن وجود ارتفاع ضغط الدم لا يمكن التأكد منه دون قياسه، وهذا يجعل المتابعة المنتظمة أمرًا أساسيًا، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن.
يرتبط التوتر طويل الأمد بتفعيل الجهاز العصبي المسؤول عن استجابة الكر والفر، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول التي قد ترفع الضغط بمرور الوقت.
لماذا يصعب قياس التوتر؟
يختلف قياس التوتر المزمن بين الأشخاص، ولا يوجد اختبار طبي محدد لقياسه، إذ قد يظهر كصداع متكرر وتوتر عضلي وضيق في التنفس واضطرابات النوم وإرهاق دائم.
ويؤكد الأطباء أن ما يبدو عاديًا لشخص قد يكون مرهقًا جدًا لشخص آخر، لذا من المهم التحدث مع الطبيب عن مصادر التوتر وكيف يستجيب لها الجسم.
متى يجب فحص ضغط الدم؟
ينصح قياس ضغط الدم مرة واحدة على الأقل سنويًا، أو بشكل أكثر تكرارًا في وجود تاريخ عائلي للضغط أو المعاناة من التوتر المزمن أو ظهور قراءات تقترب من 130/80 ملم زئبق.
يوصي بعض الأطباء باستخدام أجهزة قياس الضغط المنزلية المعتمدة، وقياسه مرتين يوميًا قبل زيارة الطبيب للحصول على صورة أدق.
تغيير نمط الحياة كخطوة أولى
يبدأ الأطباء بتغييرات نمط الحياة كخطوة أولى لعلاج ارتفاع الضغط الدم الخفيف ثم يُعاد التقييم بعد ثلاثة إلى ستة أشهر.
يؤكد الدكتور فلوريان رادر أن النوم الجيد والتغذية الصحية وممارسة الرياضة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل التوتر والضغط الدموي.
أبرز النصائح
تجنب التدخين، واحرص على نشاط بدني منتظم، وتعلم الاستماع إلى إشارات جسمك عند الإجهاد.
تقنيات فعالة لتخفيف التوتر
مارس تمارين التنفس العميق لمدة 10 دقائق يوميًا، مع تقليل معدل التنفس إلى أقل من 10 أنفاس في الدقيقة.
مارس اليقظة الذهنية لتكون حاضرًا في اللحظة الحالية وتراقب المشاعر دون حكم.
احرص على النوم الجيد بمعدل سبع ساعات على الأقل ليلاً، فقلة النوم ترتبط بارتفاع ضغط الدم.
تساعد الأجهزة القابلة للارتداء كالساعات الذكية في متابعة النشاط والتوتر، لكنها ليست مصدر قلق إضافي عند استخدامها بشكل صحيح.
ماذا لو لم تنجح التغييرات؟
يتجه الأطباء في حال عدم انخفاض الضغط عبر تغييرات نمط الحياة إلى وصف أدوية مناسبة ذات آثار جانبية قليلة.
يخضع المريض في حالات متقدمة لإجراءات طبية معتمدة من FDA مثل استئصال تعصيب الكلى للمساعدة في خفض الضغط على المدى الطويل.
يبقى التوتر ليس السبب الوحيد لارتفاع الضغط، ولكنه عامل مهم يجب عدم تجاهله، فإدارة التوتر مع نمط حياة صحي ومتابعة طبية منتظمة تحمي القلب وتقلل المخاطر.
يمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم عندما يتم التدخل في الوقت المناسب وباتباع نمط حياة صحي ومتابعة طبية منتظمة.



