تشير نتائج دراسة حديثة إلى أن المحليات الصناعية قد تضر القلب والدماغ حتى عند الجرعات القليلة مقارنة بالحدود التنظيمية اليومية الموصى بها، فقد أُعطيت فئران جرعة تعادل سدس الحد الأقصى المسموح به للاستهلاك البشري فظهر تضخم بسيط في عضلة القلب بالإضافة إلى إشارات على تراجع الأداء الإدراكي.
أظهر فريق بقيادة الباحثة إيراتي أيستاران-زيلايا أن الأسبارتام يقلل من دهون الجسم بنحو 20% تقريبًا، ولكنه يسبب زيادة غير طبيعية في سماكة جدار عضلة القلب، مع وجود علامات على انخفاض الأداء الإدراكي وفق اختبارات سلوكية.
تشير النتائج إلى أن الأسبارتام قد يسبب آثارًا سلبية على وظائف القلب والدماغ حتى عند جرعات أقل من الحدود التنظيمية، وهو ما يدفع إلى إعادة تقييم شاملة للمعايير والسلامة الحالية.
وفي دراسة استباقية طويلة الأمد امتدت ثمانية أعوام وشملت أكثر من 12 ألف بالغ، ارتبط استهلاك المحليات منخفضة السعرات، بما فيها الأسبارتام والإريثريتول، بتسارع تدهور معرفي، خاصة في الذاكرة والطلاقة اللفظية، لدى من تقل أعمارهم عن 60 عامًا، مع ملاحظات حول قيود القياس والعوامل المربكة وتأكيد الحاجة إلى أبحاث طويلة الأمد.
كما أشار مؤلفو دراسة منشورة في الطب الحيوي والعلاج الدوائي إلى أن الأسبارتام عند الجرعات المسموح بها قد يضر بوظائف الأعضاء الرئيسية، لذا دعت النتائج إلى إعادة تقييم حدود السلامة للبشر.
ما هو الأسبارتام؟
الأسبارتام محلي صناعي أحلى من السكروز بحوالي 200 مرة، ويُستخدم لإضفاء الحلاوة مع تقليل السعرات، ويوجد غالبًا في منتجات دايت وخالية من السكر، وهو مُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
تشير الأبحاث المرتبطة بالمحليات الصناعية إلى مخاطر محتملة إضافية، مثل الإريثريتول، التي يزداد استخدامها في المنتجات الخالية من السكر وتُطرح لها مخاوف صحية مستمرة. أظهرت دراسة مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة عام 2023 أن مستويات الإريثريتول العالية في الدم ترتبط بخطر أعلى للنوبات القلبية والسكتة الدماغية والوفاة، مع دليل مخبري يبين زيادة تشكيل الجلطات والإجهاد التأكسدي في الأوعية الدماغية.
وفي دراسة استباقية استمرت ثماني سنوات ونُشرت في مجلة علم الأعصاب عام 2025، وشاركت فيها نحو 12,700 بالغ، وُجد أن استهلاك المحليات منخفضة السعرات بما فيها الأسبارتام والإريثريتول قد يسرّع التدهور المعرفي، لا سيما في الذاكرة والطلاقة اللفظية، رغم وجود قيود في القياس وعوامل مُربكة، وهو ما دفع المؤلفين إلى الدعوة لإجراء بحوث طويلة الأمد لتقييم المخاطر بشكل أفضل.
يؤكد فريق البحث في الطب الحيوي والعلاج الدوائي أن النتائج تشير إلى إمكانية أن يضر الأسبارتام بوظائف الأعضاء الأساسية حتى عند الحدود المسموح بها، ما يستدعي إعادة نظر جادة في حدود السلامة البشرية والمراجعة التنظيمية للمواد المحلاة.
