دراسات حديثة حول المحليات الصناعية وتأثيرها على القلب والدماغ
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في عدد يناير 2026 من مجلة الطب الحيوي والعلاج الدوائي أن المحليات الصناعية الشائعة مثل الأسبارتام قد تكون لها آثار سلبية على صحة القلب والدماغ حتى عند جرعات منخفضة تقارب سدس الحد الأقصى اليومي المسموح به للاستهلاك البشري.
أجرى الباحثون تجارب على فئران بالغت بتعريضها لجرعة تعادل سدس الحد الأقصى اليومي الموصى به، فظهرت نتائج تشمل تضخمًا بسيطًا في عضلة القلب مع علامات انخفاض في الأداء الإدراكي وفق تقارير إعلامية مستقلة، ما يشير إلى وجود تأثيرات قلبية ودماغية محتملة.
وتشير النتائج إلى أن الأسبارتام، حتى عند مستويات قد تكون أقرب إلى الحدود التنظيمية، قد يضغط على وظائف الأعضاء الرئيسية بطرق تحتاج إلى مزيد من التحقيق، وهو ما يدفع إلى إعادة تقييم حالة السلامة وعدد الحدود التوجيهية للجرعات البشرية.
ما هو الأسبارتام؟
أشار التقرير إلى أن الأسبارتام محلي صناعي أحلى من سكر المائدة بنحو 200 مرة، ويستخدم لإضفاء الحلاوة مع انخفاض سعراته، ويوجد عادةً في منتجات دايت وخالية من السكر، وهو معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ويُستخدم في المشروبات والحلويات والعلكة والحبوب وبعض الأدوية التي تُصرف بدون وصفة.
أبحاث حول محليات أخرى وآثارها المحتملة
تروج الأبحاث لمخاوف متزايدة من الإريثريتول، وهو أحد المحليات منخفضة السعرات أو الخالية من السعرات، إذ أظهرت دراسة مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة في 2023 أن ارتفاع مستويات الإريثريتول في الدم يرتبط بخطر أعلى للنوبات القلبية والسكتات والوفاة، مع وجود أدلة مخبرية تُظهر زيادة تكوّن الجلطات والإجهاد التأكسدي في الأوعية الدموية الدماغية.
وفي دراسة استباقية استمرت ثماني سنوات وشملت نحو 12٬700 بالغ، ونشرت في مجلة علم الأعصاب في سبتمبر 2025، وجد أن استهلاك المحليات منخفضة السعرات أو الخالية منها، بما فيها الأسبارتام والإريثريتول، يرتبط بتسارع تدهور القدرات المعرفية، خاصة في الذاكرة والطلاقة اللفظية، بين من تقل أعمارهم عن 60 عامًا، مع وجود قيود تتعلق بقياسات النظام الغذائي والعوامل المربكة، لكنها تشدد على الحاجة لمزيد من الأبحاث طويلة الأمد.
كتبت نتائج الدراسة في مجلة الطب الحيوي والعلاج الدوائي بأن هذه الأدلة تشير إلى إمكانية أن الأسبارتام بالجرعات المسموح بها قد يضر بوظائف الأعضاء الرئيسية، ولذا يوصى بإجراء إعادة تقييم شاملة لحدود السلامة البشرية.
تصريحات وملاحظات
ذكرت الباحثة أوبرن بيري من جامعة كولورادو بولدر في إطار مناقشات علم وظائف الأعضاء أن الإريثريتول يُستخدم على نطاق واسع كبديل خالٍ من السكر، ولكنه يحتاج إلى مزيد من البحث لفهم تأثيره الكامل على صحة الأوعية الدموية، كما شددت على ضرورة الانتباه إلى كمية الإريثريتول المستهلكة يوميًا. بشكل عام، تشدد هذه النتائج على ضرورة توخي الحذر في اختيار المحليات والالتفات إلى الحدود اليومية الموصى بها، مع دعم المزيد من الدراسات الطويلة الأمد لفهم التأثيرات الصحية المحتملة بشكل أفضل.



