يُعَدّ الشعور بالغثيان المستمر علامةً على وجود خلل في جهاز حيوي، وليس مجرد انزعاج عابر بعد وجبة ثقيلة.
تؤكد مصادر صحية أن الغثيان قد يكون تفاعلًا مؤقتًا مع الطعام أو عدوى، كما قد يكون علامة على مشكلة أعمق تحتاج تشخيصًا دقيقًا.
تتنوع الأسباب بين الحادة والمزمنة، وتشمل عوامل هضمية وعصبية وهرمونية ونفسية.
أولًا: الأسباب الحادة – عندما يبدأ الغثيان فجأة
يؤدي ارتداد أحماض المعدة إلى المريء بعد تناول أطعمة دسمة أو حارة إلى شعور بالحرقة والغثيان يصعب تجاهله، وتتحسن الحالة عادة بتخفيف الكميات والامتناع عن الاستلقاء مباشرة وتجنب الدهون.
يظهر الغثيان مع القيء والإسهال عند تناول طعام ملوث ببكتيريا مثل السالمونيلا، فيستمر حتى يتخلص الجسم من السموم، وتبقى الراحة وتعويض السوائل الأساس في التعافي.
تصيب النزلة المعوية عدوى فيروسية الجهاز الهضمي وتسبب الغثيان والقيء وآلام المعدة مع ارتفاع بسيط في الحرارة، وغالبًا لا تُعالج بالمضادات الحيوية بل يحتاج الأمر إلى راحة وترطيب حتى تختفي الأعراض تدريجيًا.
يسبب تناول الكافيين بكثرة تهيجًا للجهاز الهضمي، ومع الإكثار منه قد يظهر الغثيان، وكذلك يمكن أن يسبب التوقف المفاجئ عن الكافيين شعورًا بعدم الاتزان والرغبة في التقيؤ.
تؤدي حصوات المرارة إلى انسداد القنوات الصفراوية وألم حاد في أعلى البطن مع غثيان شديد وقيء بعد تناول أطعمة دهنية، لذا ينصح باتباع نظام غذائي منخفض الدهون وتجنب المقليات للحفاظ على صحة المرارة.
ثانيًا: الأسباب المزمنة – الغثيان كعرض مستمر
قد تسبب الأدوية مثل المسكنات القوية أو بعض المضادات الحيوية غثيانًا خفيفًا أو مستمرًا؛ يساعد تناول الدواء مع الطعام، وفي حال استمرار الأعراض يجب مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو اختيار بديل ملائم.
يرافق الصداع النصفي غالبًا وجود غثيان قبل أو أثناء النوبة؛ وتخفيف الأعراض يتطلب الراحة في مكان هادئ وأخذ العلاج الموصوف مبكرًا.
يحدث غثيان الحمل بسبب التغيرات الهرمونية في الثلث الأول من الحمل، وعادة ما يتحسن بتناول وجبات صغيرة ومتكررة وتجنب الروائح القوية والأطعمة الدسمة.
ينتج اضطراب الأذن الداخلية أو إصابة الرأس عن خلل في التوازن يسبب شعورًا دائمًا بالغثيان أو دوار الحركة خاصة أثناء السفر أو الحركة السريعة.
تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة مثل القولون العصبي وبطء تفريغ المعدة نتيجة مرض السكر غثيانًا مستمرًا مع انتفاخ وشعور بالشبع بسرعة، ويُنصح بمراجعة أخصائي جهاز هضمي لتنسيق خطة علاج فعالة.
العوامل العصبية والهرمونية والنفسية
تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية، وتغيرات سكر الدم، وحتى التوتر المزمن والقلق في إشارات الدماغ المسؤولة عن الغثيان، لذا يجب الانتباه عند وجود دوخة أو تغير في الرؤية أو ضعف في التوازن واستشارة الطبيب لاستبعاد الأسباب العصبية.
متى تحتاج إلى استشارة طبية عاجلة؟
يجب استشارة الطبيب فورًا إذا صاحب الغثيان قيءًا دمويًا، أو بارتفاع في الحرارة، أو ألم شديد في البطن، أو علامات جفاف مثل قلة التبول أو دوخة مستمرة، فهذه مؤشرات تستدعي تقييمًا طبيًا عاجلًا.
