تفاصيل مسابقة ناسا العالمية لإعادة تدوير النفايات على سطح القمر
فتحت وكالة الفضاء الأمريكية باب المشاركة أمام العالم في تحدٍ علمي غير مسبوق يهدف إلى إيجاد حل عملي ومستدام لإعادة تدوير النفايات الناتجة عن المهمات القمرية، مقابل جائزة مالية تصل إلى 3 ملايين دولار.
تسعى الوكالة من خلال هذه المسابقة إلى العثور على فريق أو قائد فكرة قادر على تحويل النفايات الناتجة عن المهمات القمرية إلى موارد مفيدة، بما يضمن استدامة الوجود البشري خارج الأرض.
تقسم المسابقة إلى مرحلتين رئيسيتين، تتناول المرحلة الأولى تصميم وتطوير حلول مبتكرة لإعادة تدوير النفايات غير الأيضية، بينما تهدف المرحلة الثانية إلى تعزيز استدامة المهمات القمرية طويلة الأمد.
تفرض بيئة القمر الباردة والجافة تحديات معقدة أمام أي حلول تقليدية، حيث تختلف الظروف عن الأرض من حيث الجاذبية المنخفضة ونُدرة الموارد وصعوبة نقل المعدات، وهو ما يستدعي تطوير تقنيات جديدة عالية الكفاءة وتقلل الانبعاثات السامة.
أعلنت ناسا أن باب التقديم في الجولة التمهيدية مفتوح حتى يناير 2026، ما يمنح المشاركين فرصة كافية لتطوير أفكارهم وصقلها قبل التقديم، على أن يتم الإعلان عن المتأهلين للتصفيات النهائية في فبراير.
يهدف التحدي إلى تحويل النفايات إلى موارد يمكن الاستفادة منها مباشرة، مثل مواد البناء أو الأدوات أو قطع الغيار التي تدعم حياة رواد الفضاء، مع التأكيد أن النجاح قد يغير طريقة التفكير في النفايات على القمر وعلى الأرض.
يمتد أثر هذه المبادرة إلى أبعد من سطح القمر، حيث ترى ناسا أن نجاح تقنيات إعادة تدوير النفايات في بيئة فضائية قاسية سيفتح باب مهمات أكثر طموحاً نحو المريخ، كما قد تسهم في تحسين إدارة النفايات على الأرض.
تعكس هذه المسابقة توجهًا عالميًا نحو دعم الابتكار المفتوح وإشراك المجتمع الدولي في حل المشكلات الكبرى، مع وجود جائزة قدرها 3 ملايين دولار تقودها إلى نتائج يمكن أن تحدث تحوُّلًا في الاستدامة بالفضاء والواقع الأرضي.
تسهم النتائج في تحسين مناهج إعادة التدوير على الأرض وتفتح آفاق جديدة لتطبيقات عملية في مجالات البناء وتوفير الأدوات وقطع الغيار لرواد الفضاء.
تتيح المسابقة المشاركة لجميع الجنسيات والتخصصات، إذ لا تشترط خلفية علمية محددة بل تبحث عن أفكار مبتكرة من عقول فضولية قادرة على التفكير خارج الأطر التقليدية، سواء أكان المشاركون خبراء فضاء أم مبتكرين يعملون في مجالات بعيدة عن علوم الفضاء.
يرى القائمون أن نجاح الحلول في بيئة قمرية قاسية سيمهد الطريق لمهمات أكثر طموحاً نحو المريخ، كما أن التقنيات المكتشفة قد تحدث ثورة في إدارة النفايات على الأرض وتساعد في التصدي لأزمات بيئية كبرى مثل التلوث وإدارة المخلفات الصناعية.
تمنح الجائزة المالية الكبرى ما يصل إلى 3 ملايين دولار، وتوفر فرصًا دولية للمشاركة لا محدودة بالحدود الجغرافية أو التخصصات.



