تظهر قرح الفم كإشارة مهمة لاحتمالية وجود أمراض مناعية ذاتية كامنة. يلعب أطباء الأسنان دوراً هاماً في الكشف المبكر عن هذه الحالات، إذ تكون الأعراض الفموية غالباً أول علامات المرض. يساهم الكشف المبكر في تحسين جودة خيارات العلاج ونوعية الحياة، ويتم ذلك من خلال فهم دقيق للأعراض الفموية المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية وخيارات العلاج المناسبة.
أهم أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بتقرحات الفم
الذئبة الحمامية الجهازية (SLE)
قد تظهر آفات قرصية في الفم وتكون من أولى العلامات الظاهرة، وتظهر هذه الآفات ك مناطق حمراء مستديرة أو غير منتظمة، وأحياناً مع خطوط بيضاء شعاعية، وقد يحدث تقرح أو ضمور. قد تشمل المظاهر الفموية الأخرى نمشات دموية وبقعاً حمراء أو أرجوانية، ونزيف اللثة، والتهاب اللثة التقشري.
متلازمة شوجرن
تؤثر بشكل أساسي على الغدد اللعابية والدمعية، مما يؤدي إلى جفاف الفم (زيروستوميا)، وارتفاع خطر الالتهابات الفموية خاصة داء المبيضات، وزيادة القابلية لتسوس الأسنان، كما قد تسبب صعوبة في الكلام والبلع.
الفقاع الشائع
غالباً ما يبدأ في تجويف الفم ويظهر كآفات تآكل أو بثور مؤلمة، ويمكن أن تصيب أي سطح مخاطي في الفم. تكون علامة نيكولسكي الإيجابية ملحوظة عند فرك أو ضغط الجلد الطبيعي فتنفصل الطبقة السطحية عن الطبقات الأعمق.
الفقاع الغشائي المخاطي
يؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على اللثة، فيسبب التهاب اللثة التقشري وبثوراً أو قرحاً على الغشاء المخاطي للفم، وتكون آفاتها غالباً أطول مدة من تلك الموجودة في الفقاع الشائع.
متلازمة بهجت
تتميز بقرحات فموية متكررة غالباً ما ترافقها قرحات تناسلية، والتهاب العين، وآفات جلدية.
طرق التشخيص والعلاج
يتطلب تشخيص هذه الحالات نهجاً متعدد الجوانب، يشمل فحصاً سريرياً شاملاً وتاريخاً مرضياً مفصلاً وخزعة للفحص النسيجي ودراسات التألق المناعي وتحاليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة النوعية. تختلف استراتيجيات العلاج باختلاف الحالة، لكنها غالباً ما تتضمن الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو الجهازية، والأدوية المثبطة للمناعة، وبدائل اللعاب لعلاج جفاف الفم، مع العناية الفائقة بنظافة الفم.
