ما هو التعرق المرتبط بالقلق
يتخذ التعرق المرتبط بالقلق نمطًا واضحًا في المواقف المختلفة، حيث يبدأ فجأة وبدون نشاط بدني، بسبب الترقب قبل اجتماع أو أثناء التفاعل الاجتماعي، وحتى في الأجواء الباردة، فتتشدد راحتا اليدين وتغمر الملابس بالعرق.
أعراضه وأنواعه
في البيئات السريرية، يظهر التعرق المرتبط بالقلق كاستجابة مستمرة تدريجيًا في أجزاء من الجسم مثل راحتي اليدين وباطن القدمين والوجه وتحت الإبطين، مع احمرار وتغير ملمس البشرة وارتفاع وتيرة التنفّس وتزايد الإحساس بالرهبة قبل مواقف مُحدّدة.
لكن ليس كل تعرق مفرط ناجمًا عن قلق نفسي فقط؛ فالتغيرات الهرمونية، خاصة خلال ما قبل سن انقطاع الطمث، قد تسبب هبات ساخنة وتعرقًا ليليًا، كما أن مشاكل الغدة الدرقية قد تسبب تعرقًا مستمرًا مع تغيرات في الوزن وخفقان في القلب وعدم تحمل الحرارة، لذا يجب إجراء تقييم طبي شامل قبل الاعتماد على التفسيرات النفسية وحدها.
ما يجب الانتباه إليه
تنصح الدكتورة ميناكشي جاين بمراقبة التعرق أثناء الليل، فبينما قد يمنع القلق النوم أو يسبب الأرق، فإن التعرق الليلي الغزير قد يدل على عدوى أو اختلال هرموني أو مشكلة صحية أخرى. إذا استمر التعرق ليلاً بشكل رئيسي مع فقدان وزن أو حمى أو تعب بلا سبب واضح، فيجب عدم تجاهل هذه الأعراض.
الأدوية والتعرق المفرط
قد تكون الأدوية جزءًا من المشكلة أيضًا، فبعض مضادات الاكتئاب ومضادات القلق وحتى المسكنات العادية قد تزيد التعرق كأثر جانبي. وعادةً ما يتردد المرضى في مناقشة هذا الأمر، لكن التعرق الناتج عن الأدوية قد يعطل الالتزام بالعلاج ويحُدّ من جودة الحياة، وفي كثير من الحالات يمكن تعديل العلاج لتخفيف المشكلة.
كيف نتعامل مع التعرق المرتبط بالقلق
تؤكد الدكتورة جاين أن التعرق الناجم عن القلق أمر طبيعي ويمكن التحكم فيه وليس علامة على الضعف. يمكن للعلاج النفسي واستراتيجيات إدارة التوتر أن تساعد كثيرًا في تقليل الأعراض، كما أن تعديل العوامل المثيرة مثل الكافيين وقلة النوم والإرهاق الذهني المستمر يكون مفيدًا جدًا. وتكون الرعاية الصحية النفسية أكثر فاعلية عندما تُدمج مع رعاية صحية جسدية. إذا لم يتوقف التعرق أو ازداد سوءه مع وجود أعراض جسدية أخرى، فلابد من تعاون الطبيب واخصائي الصحة النفسية لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب.
