اعلم أن آلام البطن ليست عرضاً بسيطاً يمكن تجاهله دائماً، فبينما يعاني كثيرون من نوبات ألم مؤقتة بسبب التخمة أو الغازات، قد يخفي الألم نفسه أمرًا طارئًا يستدعي تدخلاً فورياً.
يبدأ تقييم ألم البطن عادة بتحديد ما إذا كان الألم جديداً أم متكرراً، وهل يصاحبه ارتفاع في الحرارة، أو قيء، أو تغير في لون الجلد، أو اضطراب في حركة الأمعاء، فهذه العلامات قد تكون مؤشرات على وجود مرض حاد يستدعي التقييم الطبي العاجل.
إشارات الخطر التي تستوجب التوجه إلى الطوارئ
ألم حاد مفاجئ لا يتحسن بعد ساعات، ألم مصحوب بغيّ مستمر أو قيء دموي، انتفاخ واضح بالبطن مع عدم خروج الغازات أو البراز، ارتفاع الحرارة أو اصفرار في الجلد والعينين، ألم ينتشر إلى الكتف أو الصدر أو الظهر، كلها علامات تستدعي فحصاً عاجلاً في المستشفى، فهذه الأعراض قد تدل على مشكلات خطيرة مثل انسداد الأمعاء أو التهاب الزائدة الدودية أو قرحة نزفية وتتطلب تقييماً طبياً فورياً.
أمراض خطيرة قد تظهر بشكل مفاجئ
التهاب الزائدة الدودية من الأسباب الشائعة للألم الحاد في أسفل البطن، ويبدأ غالباً كألم حول السرة ثم ينتقل إلى الجهة اليمنى، ويرافقه غالباً فقدان للشهية وغثيان وارتفاع بسيط في الحرارة.
أما التهاب البنكرياس الحاد فيظهر كألم قوي في أعلى البطن يمتد إلى الظهر، ويزداد سوءاً بعد تناول الطعام، وقد يصاحبه قيء أو تسارع في ضربات القلب.
حصوات الكلى تسبب ألماً مبرحاً يبدأ فجأة في أحد الجانبين ويمتد إلى أسفل البطن أو الفخذ، وغالباً يأتي على شكل نوبات متقطعة.
كما يمكن أن تكون بعض آلام البطن ناجمة عن مشكلات نسائية كتكيس المبيض أو الحمل خارج الرحم، وهي حالات تتطلب تشخيصاً فورياً بالموجات فوق الصوتية.
متى يمكن الانتظار ومراقبة الحالة؟
إذا كان الألم خفيفاً ويزول بعد فترة قصيرة، أو كان مرتبطاً بتناول طعام معين أو بالتوتر، فيمكن الاكتفاء بالراحة وشرب الماء الدافئ ومراقبة الأعراض. لكن إذا تكرر الألم أو تغيرت طبيعته، يُفضل مراجعة الطبيب حتى لو لم يكن الألم شديداً.
ينبغي أن يكون الحذر أعلى لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكر أو أمراض الكبد أو القلب، فغالباً ما لا تظهر أعراضهم بالشدة نفسها كما في الأصحاء، وقد يتطور الالتهاب لديهم بسرعة دون علامات واضحة.
التشخيص في المستشفى
في قسم الطوارئ، يبدأ الأطباء بجمع معلومات عن طبيعة الألم ومكانه وربطه بالطعام أو الحركة، ثم يجري الفحص البدني، يلي ذلك تحاليل الدم والبول، وربما فحص الأشعة أو الموجات الصوتية لتحديد المصدر وتجنّب أي تأخير في علاج الحالات الخطيرة.
وفي بعض الحالات قد يُنقل المريض إلى غرفة العمليات، مثل حالات الزائدة الدودية المنفجرة أو النزيف الداخلي الناتج عن قرحة معدية.
كيف تحمي نفسك من مضاعفات تأخير التشخيص؟
لا تتجاهل الألم غير المبرر، خاصة إذا كان متصاعداً أو مصحوباً بتغيّر في الشهية أو لون البول أو البراز. تجنّب تناول مسكنات قوية قبل معرفة السبب لأنها قد تخفي الأعراض وتؤخر التشخيص.
كما يُنصح بعدم الاعتماد على العلاجات المنزلية عند وجود قيء متكرر أو إمساك تام أو ارتفاع حرارة مستمر، فهذه العلامات تشير عادة إلى انسداد أو التهاب يستلزم تدخلاً طبياً عاجلاً.
