علامات مبكرة وتجاهلها
يظهر التورم غالبًا كظاهرة تدريجية تبدأ في القدمين والكاحلين قرب نهاية اليوم، وقد يزداد مع الحركة وينخفض عند الراحة أو رفع الساقين. عند الضغط على الجلد لإزالة الجوارب أو الأحذية قد يُترك انبعاج بسيط، كما يظهر جلد حول الكاحل بلمعان أو بروز وامتلاء زائد، ويرافقه شعور بالثقل والضيق دون ألم حاد يذكر، وفي بعض الحالات يختفي التورم بعد ليلة من النوم أو الراحة ورفع الساقين.
ما الذي يشير إليه تورم الكاحل
على الرغم من وضوحه، يعكس التورم تقلبات في الدورة الدموية وتوازن السوائل داخل الجسم، وتؤدي الجاذبية إلى تجمع السوائل في المناطق الأقرب إلى الأرض حين تكون الدورة الدموية أو وظائف الأعضاء غير متوازنة. قد تُشير الأسباب إلى قصور وريدِي مزمن يجعل الدم يتراكم في الساقين، أو مشاكل في القلب تعوق ضخ الدم بشكل كافٍ، أو أمراض الكلى والكبد التي تغير توازن السوائل والصوديوم، كما يمكن أن يكون الالتهاب الناتج عن إصابة أو عدوى أو أمراض المفاصل عاملاً، وتظهر الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مضادات ارتفاع الضغط أو الهرمونات أو الستيرويدات كأسباب محتملة أيضًا.
كيفية تقييم وتشخيص تورم الكاحل
يتركز التقييم على تحديد ما إذا كان التورم محليًا في الكاحل فقط أم عرضًا لحالة عامة تؤثر في القلب والكلى والكبد والأوعية الدموية، لذا يفحص الطبيب شكل وحجم الساقين وملمس الجلد وعمق التجويف الناتج عن الضغط، كما يتم الاعتماد على التاريخ الطبي والعادات الصحية والتغيرات الأخيرة في الصحة. ويشمل التقييم إجراء فحوص للكلى والكبد وتحديد مستوى البروتين في الدم، مع تحليل عينة من البول للكشف عن وجود سوائل أو بروتين بنسب غير طبيعية، وفي حال وجود شكوك بنية الدورة الدموية أو وظيفة القلب يتم اللجوء إلى فحوص تصويرية مثل الموجات فوق الصوتية أو تخطيط صدى القلب لتقييم الأداء القلبي والدورة الدموية.
لماذا قد يؤدي تورم الكاحل غير المعالج إلى مضاعفات خطيرة؟
إذا تُرِك التورم دون علاج أو وُضع في إطار تغييرات بسيطة في نمط الحياة، فقد تتفاقم الأسباب الكامنة وتزداد مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وتتعرض البشرة للالتهاب والتمدد وتكوُّن تقرحات في الساق مع انخفاض في حركة الساق وتغيرات دائمة في الجلد من حيث السمك واللون، كما يمكن أن يؤدي التأخر في تشخيص أمراض الكلى أو الكبد إلى وصولها إلى مراحل متقدمة، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة وهو ما يستدعي متابعة طبية دقيقة.
كيفية علاج تورم الكاحل
عند تحديد السبب يتركز العلاج على معالجة السبب الأساسي لا مجرد التخفيف الظاهر من التورم، فإذا كان هناك اضطراب في القلب أو الكلى أو الكبد يُعالج المرض الأساسي ويُعدل استخدام بعض الأدوية إن كانت تساهم في التورم، كما يمكن أن تساهم الجوارب الضاغطة في تحسين تدفق الدم وتخفيف التورم، وتوضح إجراءات الحياة اليومية كالمشي المنتظم ورفع الساقين ومراقبة الوزن وأهمية المتابعة الطبية المستمرة في منع عودة التورم كعلامة لتفاقم المرض.



