خطف معرض المقتنيات التاريخية المصاحب لحفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد لعام 2025 الأضواء خلال الفعالية التي احتضنها فندق الفيصلية بالرياض أمس الأربعاء، إذ استعرض مجموعة نادرة من متعلقات الملك خالد بن عبدالعزيز –رحمه الله– مقدمًا تجربة تفاعلية بأسلوب حديث يجسّد سيرته وقيمه ودوره في التنمية والنهضة الوطنية.
أبرز المعروضات والتجربة التفاعلية
وشهد المعرض تفاعلًا لافتًا من الحضور الذين استوقفتهم سيارة الملك خالد الأسطورية من طراز أولدزموبيل سوبر 88 موديل 1375هـ (1955م)، وهي إحدى السيارات التي كان يستخدمها –رحمه الله– حينما كان أميرًا. وتُعد السيارة واحدة من أبرز الطرازات الأمريكية في ذلك العصر، إذ جاءت بتصميم داخلي وخارجي متناسق، وتعمل بمحرك روكت V8 بقوة 202 حصان، مع ناقل حركة «هيدروماتيك» رباعي السرعات، إضافة إلى نظامي توجيه وفرامل معزَّزة، ما جعلها آنذاك من السيارات الفاخرة والأكثر انتشارًا.
ولم يكن اهتمام الملك خالد –رحمه الله– بالسيارات اهتمامًا شكليًا؛ بل كان يمتلك معرفة ميكانيكية دقيقة، إذ اعتاد طرح أسئلة متعمقة حول أجزاء المركبات، ويقترح تعديلات تتناسب مع طبيعة البيئة الصحراوية في المملكة. ومن أبرز تلك التعديلات: تحويل بعض السيارات إلى عجلة خلفية واحدة لتسهيل قيادتها فوق الرمال، وتقوية الهياكل لتكون جاهزة لرحلات الصيد. كما كانت تُرسل بعض سياراته إلى ورش متخصصة خارج المملكة لتنفيذ التعديلات وفق توجيهاته الشخصية.
وضم المعرض كذلك مبخرة الملك خالد الشهيرة، وهي قطعة منقوشة ومرصعة بالزمرد والياقوت كانت في مجلسه، إضافة إلى زجاجة عطره الخاصة، وركن «مجلس الذكريات»، إلى جانب طقم القهوة المكوَّن من دلة وفناجين فضية مطعَّمة بالذهب وبحفر نافر، فضلًا عن هاتف يحاكي هاتف الملك خالد القديم الذي استخدم في تلك الحقبة.
وجذب المعرض الحضور بتفاصيله الدقيقة التي أعادت للأذهان حقبة مهمة من تاريخ المملكة وشخصية ملك اشتهر بالحكمة والوقار والبساطة، وترك بصمة بارزة في مسيرة الوطن.



