يقدّم الكتاب سردًا وثائقيًا لنشأة الشاعر عبدالله بن محمد الصبي (مبيلش) وتفصيل مساره العلمي والفني، موثقًا بيئة علم وأدب نشأ فيها وطرائق طلبه للعلم، إضافة إلى مكتبته التي ضمت نوادر الكتب، ومكانة أسرته الاجتماعية ودورها في محيطهم المحلي.
سيرة الشاعر ونشأته
يرصد الباحث نشأة مبيلش في بيئة تعتز بالعلم وتحتفي بالأدب، وتؤكد أهمية التلازم بين المعرفة واللغة في تكوين الشخصيّة الشعرية، مع توثيق لمساره في طلب العلم وتفتح مداركه عبر لقاءات مع أعيان المجتمع وارتباطه بمكانة أسرته الاجتماعية ودورها في الحياة المحلية.
البصمة الشعرية وتحديدًا الحربيات والعروض
يركز المهنا على البصمة الشعرية لـ«مبيلش»، خصوصًا في الحربيات وشعر العرضة التي ذاعت في نجد وانتقلت خارجها، فترسخت كجزء من الموروث المتداول في المجالس والميادين، وهو ما يعكس قوة الأسلوب وعمق المعنى في نصوصه. كما يستعرض أبرز نصوصه مع تحليل لسياقاتها ودلالاتها، ما يتيح فهمًا أكثر عمقًا لتطور تجربته الشعرية وللظروف التي أحاطت بإنتاجه.
ومن أشهر حربيات الشاعر، بعد ضبط الشطرين وترتيبهما، يرد في الكتاب أمثلة مثل: الله الوالي ولا خيّب الله من دعاه / يرفع الراية الفعّال في الناس الجميل، نجد مطلبها على غير أبو تركي صعيب / يا محاول خلّها دونها قطع الرقاب، أتغيشم وأنا لي ملحظٍ ثاني / وأذخر القيل عندي لين جا حلّه. وتُذكر هذه الأمثلة ضمن سياقها الدرامي والاجتماعي لتوضيح كيف تُعزف القوافي وتُلقى المعاني في الحروب والصفوف والعروض.
أعماله الأخرى وإتحاداتها التاريخية
يضم الكتاب مجموعة أخرى من قصائده كاملة، مقرونة بالظروف التاريخية والاجتماعية التي صاحبتها، وهو ما يجعل الإصدار إضافة نوعية للمكتبة الأدبية ولحقل التراجم والتاريخ المحلي في منطقة الوشم.
أهمية الإصدار ومكانته
يمثّل هذا العمل وثيقة مميزة في سجل الشعر النبطي بالرياض ونجد، كما يبرز دور الأسرة والمؤثرين المحليين في تكوين المشهد الثقافي، وهو يتيح لقارئ الوافد والمتلقي العادي فهم علاقة الشعر بالنضج الاجتماعي والسياسي للمجتمع في القرن الرابع عشر الهجري.



