ذات صلة

اخبار متفرقة

الصحة تستدعي طبيبًا ظهر إعلاميًا بتصريحات تخالف الأنظمة

أكدت وزارة الصحة أنها استدعت طبيباً ظهر على إحدى...

20 مستشفى دون موافقات مسبقة، وبوبا العربية تعزّز الطب الاتصالي والرعاية الفورية

أعلنت بوبا العربية للتأمين التعاوني خلال مشاركتها في مؤتمر...

الأمن العام: التسول بجميع أشكاله جريمة.. ودعوات للإبلاغ عبر 911 و999

يؤكد الأمن العام أن التسول بجميع صوره وأشكاله جريمة...

الرياض تستضيف القمة العالمية للصناعة بمشاركة 173 دولة عضوًا في اليونيدو

تنظم المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة...

الحرف اليدوية في المملكة.. اقتصاد يتشكل بجهود المبدعين ونهضة تقودها “بنان”

تحول الحرف اليدوية في السعودية إلى قطاع اقتصادي نابض بالحياة

تشهد الحرف اليدوية في السعودية تحولاً نوعياً يعبر عن تجاوزها إطار الهواية والمحافظة التراثية لتصبح قطاعاً اقتصادياً حيوياً يفتح آفاق ريادة الأعمال ويمهد لمشروعات مستدامة تجمع بين الأصالة والتحديث.

تعزز الرؤية المؤسسية الواضحة دور هيئة التراث، الذي يتجلى في معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان” كمنصة مركزية لعرض الابتكار الحرفي السعودي والعالمي معاً.

تشير البيانات الرسمية إلى أن حجم سوق الحرف اليدوية في المملكة يصل إلى نحو 405 ملايين دولار، بينما لا تتجاوز نسبة المنتجات المحلية 20% من هذا السوق الواسع.

وتعكس هذه الأرقام حجم الفرص أمام الحرفيين ورواد الأعمال للتوسع، وتؤكد أن المجال ما زال بحاجة إلى مزيد من المبادرات والمشاريع الحرفية السعودية القادرة على المنافسة، وابتكار منتجات تحمل روح المكان وجودة الصناعة.

وتظهر أروقة معرض “بنان” ملامح هذا التحول جلية؛ فهناك حرفيون يعرضون أعمالهم لأول مرة، ومشاريع ناشئة تبحث عن هويتها التجارية، وزوار يقفون عند كل ركن ليكتشفوا قصصاً وابتكارات نشأت في بيوت وورش صغيرة ثم تحولت إلى مشاريع اقتصادية حقيقية.

أصبح الحرفي ليس مجرد صانع ملتزم بالتقليد، بل صاحب مشروع يتعامل مع عمله كقيمة اقتصادية واستثمارية، ويقدّم منتجاته بوعي يدمج بين الأصالة والتجديد.

وتخصص “بنان” مساحة مهمة لروّاد الأعمال، خطوة منحت المشاريع الصغيرة مساحة أوسع للظهور والعرض، وقربتهم من المستثمرين والمهتمين، وفتحت أمامهم فرص بناء علاقات وشراكات.

وكثير من المشاركين قالوا إن وجودهم ضمن هذه المنصة أتاح لهم اختبار منتجاتهم أمام جمهور واسع، ومكّنهم من تطويرها وفق معايير مهنية تتناسب مع السوق المحلي والدولي.

ويتقاطع هذا الحراك مع الدور الذي تضطلع به هيئة التراث في بناء منظومة دعم متكاملة لهذا القطاع، عبر برامج تدريب واسعة وتوثيق الحرف وإتاحة منصات للتسويق والوصول إلى الجمهور.

وتضم منصة “أبدع” التابعة للهيئة آلاف الحرفيين الذين يقدمون منتجات دخلت أسواقاً متنوعة، مثل السياحة والضيافة وشركات الطيران، وهو تعبير عن تكامل بين التراث والصناعة.

وتنعكس النهضة على فئات المجتمع، لا سيما النساء اللواتي يمثلن نسبة كبيرة من العاملين في القطاع، واللاتي وجدن في “بنان” فرصة للانتقال من الإنتاج المحدود في البيوت إلى إطلاق مشاريع تحمل هويةهن الإبداعية وقدرتهن على المنافسة.

وتؤكد التجربة التي يقدمها “بنان” هذا العام أن الحرف اليدوية أصبحت جزءاً من حركة اقتصادية سعودية صاعدة وليست مجرد عنصر تراثي يُعرض في المناسبات.

فالمعرض يقدم نموذجاً حياً لكيفية امتزاج الخبرة التقليدية مع التفكير الريادي المعاصر لإخراج جيل جديد من الحرفيين القادرين على تحويل مهاراتهم إلى مشاريع مستدامة وقصص نجاح تحمل ملامح المستقبل.

بهذه الروح تتحول الحرف اليدوية من ممارسة ثقافية إلى صناعة مبتكرة تدعمها رؤية وطنية ودعائم مؤسسية، وتُعيد تعريف علاقة المجتمع بحِرفه وتفتح أبواباً واسعة أمام روّاد الأعمال ليصنعوا غدهم بأيديهم.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على