ما هو الأرق المتناقض؟
يشعر المصابون بالأرق المتناقض بأنهم مستيقظون رغم وجود نوم فعلي، وهو نوع من الأرق يلاحظ فيه الفرق بين ما يظنون أنه نوم وما تسجله قياسات النوم. يحدث ذلك عندما تُظهر قياسات مثل تخطيط الدماغ نشاطاً يدل على النوم العميق، بينما يظل الشخص في حالة تعب وقلق من أنه لم ينعم بنوم كافٍ.
أثناء تجربة نوم مع متطوعة، استغرقت العملية نحو 30 دقيقة من متابعة الأجهزة، ثم دخلت المرأة في نوم عميق واستيقظت فجأة لتقول إنها بحاجة للذهاب إلى الحمام. أكدت للمشرفة أنها لم تتمكن من النوم بعد، وبينما كانت المشرفة تفصل الأجهزة، أصرّت المشاركة على أنها كانت مستيقظة طوال تلك الفترة، وهو ما كان القياس يعكسه عكس ذلك تماماً.
يُعرف الأرق المتناقض بأنه فئة فرعية من الأرق حيث يزعم المصابون أنهم ينامون ساعات قليلة ولا يشعرون بالراحة، بينما تُظهر الدراسات أنهم قد ينامون أكثر من ذلك أحياناً.
الأشخاص الأكثر عرضة للأرق المتناقض
قد يعتقد كثيرون أنهم مستيقظون في المراحل الأولى من النوم، لكن المصابين غالباً ما يبدون ميلاً للإصرار على اليقظة بعد أول ساعتين من النوم، كما يبلّغون عن شعورهم باليقظة أثناء نوم حركة العين السريعة، بينما يؤكد من ينامون جيداً أنهم كانوا نائمين بدقة.
في اختبارات الاستيقاظ المتتالية، يُبلغ الأشخاص المصابون بالأرق والمتكررين الاستيقاظ عن استيقاظهم في أوقات كان من المفترض أن يكونوا نائمين فيها أكثر من غيرهم.
أسباب الأرق المتناقض
يحدد باحثو النوم أن النوم يحصل حين يفقد الشخص وعياً بالعالم الخارجي ويتحول نشاط الدماغ إلى موجات عالية السعة ومنخفضة التردد، حينئذ تُسجِّل قراءة الدماغ علامات النوم مثل الموجات البطيئة ونوبات نشاط محددة. وفقاً لآراء بعض الخبراء، قد تتجاهل تقنيات المراقبة الشائعة تفاصيل دقيقة في الانتقال بين اليقظة والنوم أو بين مراحل النوم، وربما لا تكون حساسة لالتقاط نشاط دماغي “يشبه اليقظة” يفسر الشعور باليقظة أثناء النوم. في بعض الحالات ظهرت علامات يقظة أثناء النوم، ما دفع البعض لاستخدام مصطلح SOSD (التباين الذاتي-الموضوعي في النوم) بدلاً من الأرق المتناقض.
علاج الأرق المتناقض
يُعد العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) طريقة فعالة ومثبتة علمياً لتحسين عادات النوم، ويبدو أنه يفيد أيضاً في اضطراب النوم القهري SOSD وفق بعض الدراسات. كما قد تكون أداة مفيدة للأرق المتناقض هي استراتيجية تسمى “القصد المتناقض”، التي تشجع المصابين على التخفيف من قوة الرغبة في النوم وتوقف الضغط الزائد لتحقيق النوم.
تشير بعض الدراسات إلى أن CBT-I قد لا يحقق نتائج إيجابية عند الأرق المنتظم مقارنةً بSOSD، بينما وجدت أخرى أنه قد يحسن المشكلات المرتبطة بـ SOSD.
