أغلقت ملاهي عطا الله أبوابها نهائياً، مخلفة وراءها ذاكرة حيّة في وجدان جدة تمتد عبر أجيال وتبقى حاضرة في صدى ضحكات الأطفال ونسمات العيد وخيط الغزل البنات على الكورنيش.
علامة جدة الفارقة
كانت ملاهي عطا الله أكثر من مدينة ألعاب، بل علامة مميزة في العيد لدى أهالي جدة، حيث يجتمع الناس كل موسم لتمتزج نسمات البحر مع ذكريات الطفولة وتُحيا تفاصيل من الماضي، من الألعاب الملوّنة إلى المراجيح التي كانت تضيء أمسيات المدينة، ولا تغيب قصتها مع انطفاء الأضواء بل تبقى جزءاً من ذاكرة المكان والناس.
الفرح القديم
بحرارة الرحيل انضمت عطا الله إلى قافلة المعالم التي غابت عن وجه جدة، كبحيرة القطار ودوّار الطيّارة ودوّار السفن وألسنة النورس التي كانت تستقبل الزوار بابتسامة المدينة الأولى. رحلت هذه الملامح كما يتبدّل مشهد الطفولة مع تغيّر الزمن، وتبقى جدة تحاول قبول صورتها الجديدة وتبحث بين الأبراج والمراكز الحديثة عن بقايا الفرح القديم.
ذاكرة جدة العاطفية
لم تكن عطا الله مدينة ألعاب فحسب، بل كانت ذاكرة جدة العاطفية، مكاناً من الضوء والضحك والدهشة، يربط بين الأجيال ويعيدهم إلى أول عيد صعدوا فيه الأرجوحة ورفعوا أعينهم إلى السماء. واليوم، حين تُغلق أبوابها، لا تفقد جدة مرفقاً ترفيهياً، بل تفقد صفحة من وجدانها وسطوراً من طفولةٍ لم تكن تعرف الغياب.
