اقترب فصل الشتاء وتزداد الأحاديث حول الإنفلونزا كفيروس موسمي قد يتحول إلى خطر حقيقي إذا لم يُؤخذ التطعيم على محمل الجد.
خطورة الإنفلونزا وتأثيرها على المجتمع
في الولايات المتحدة سجلت السنة الماضية أكثر من 27 ألف وفاة بسبب الإنفلونزا، ومن بينها 281 طفلاً، وفق بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وعلى الرغم من خطورة المرض، يظل الإقبال على التطعيم دون المستوى المطلوب نتيجة انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة بعد الجائحة.
السلامة والفعالية
تؤكد المختصة أن لقاح الإنفلونزا آمن للغاية وخضع لاختبارات صارمة على مدى عقود، وهو لا يحتوي على فيروس حي، لذا لا يسبب الإنفلونزا كما يظن البعض. التطعيم يساعد الجسم على تكوين المناعة ضد السلالات المنتشرة ويقلل احتمالية الإصابة أو يخفف حدة الأعراض حال حدوثها.
متى يؤخذ لقاح الإنفلزا؟
يوصى الأطباء بتلقي اللقاح في أواخر أكتوبر من كل عام، حتى يبدأ مفعوله قبل ذروة انتشار الفيروس. ويستغرق الجسم نحو أسبوعين لتكوين المناعة الكاملة بعد التطعيم، وتكون الفعالية أعلى مع مرور الوقت حتى شهر فبراير.
الفئات الأكثر حاجة إلى التطعيم
الأطفال دون الخامسة، كبار السن، الحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو والقلب والسكري، فهم أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو فشل الجهاز التنفسي.
موانع تطعيم الإنفلونزا الموسمية
توجد موانع للأخذ في حالات معينة، مثل وجود حساسية شديدة من مكونات اللقاح كالبروتينات المستخرجة من البيض أو الجيلاتين أو الثيميروسال، خصوصًا إذا حدثت سابقًا حساسية قوية أو صدمة تحسسية. كما يُؤجل التطعيم في حال وجود ارتفاع في الحرارة أو مرض حاد مؤقت حتى يتعافى المريض. وتُعد متلازمة غيلان باريه من الحالات النادرة التي يقرر فيها الطبيب مدى إمكانية أخذ اللقاح. كما لا يُعطى اللقاح للأطفال دون عمر الستة أشهر، ولا تؤخذ في هذا العمر أي جرعة. ولا يجوز أخذ اللقاح إذا حدثت حساسية مفرطة من جرعة لقاح إنفلونزا سابقة، حتى وإن كان نوع اللقاح مختلفًا عن السابق.
الإنفلونزا ليست نزلة برد عادية؛ إنها مرض قد يتحول إلى خطر حقيقي إذا لم يُؤخذ التطعيم على محمل الجد، والتطعيم السنوي ليس مجرد إجراء وقائي بل مسؤولية تجاه النفس والمجتمع.



