واصل الإمام الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس تذكير المسلمين بتقوى الله والحذر من اقتراف الشرور والأكدار، والسعي للصلاح والإعمار.
وأشار إلى أن العصر يحفل بالصراع المادي والاجتماعي، وبظواهر سلوكية وأخلاقية منحرفة تجاه الشريعة، فلابد من الرجوع إلى هدايات القرآن وآدابه، ففيه حقائق التربية وأُسس المدنية الخالدة، كما أن سُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت كثيرة الموعظة بالقرآن وخطب الناس به.
وأوضح أن سورة الفاتحة تجمع أمهات المطالب العالية، فلا يقوم غيرها مقامها ولا يسد مكانها، فهي ليست مثل التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور، بل جمعت أصول القرآن ومقاصد التوحيد ومجمع الدعاء، وهي رقية وفيها الشفاء، وتشتمل على التوحيد وأصول الدين وقواعده ومقاصده، وعلى الحمد والثناء والدعاء، وتعلمنا الدعاء والثناء والتوسل والعبودية والولاء والبراء، كما اشتملت على آداب الطلب وثبوت أوصاف الكمال والجلال والعبودية والاستعانة بالله رب العالمين وحده لا شريك له.
وشدّد الشيخ السديس على حاجة الأمة إلى تأمل هدايات القرآن ومقاصده في عصر عمّت فيه الفتن وكثرت المحن وتنكّب بعض الناس صراط الله المستقيم بموجات شك وإلحاد وتضارب في مقامات الأنبياء والصحابة وتوسيع هوة الخلافات، وتكرار هذه السورة في غير زمنها، بينما تفقد الأمة علمائها الربانيين وفقهاءها الراسخين، سائلًا الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم ويجعلنا من أهل إياك نعبد وإياك نستعين ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، إنه جواد كريم.
ولفت النظر إلى ضرورة تربية الأجيال والمجتمعات على هدى القرآن القولية والاعتقادية والعمل والانقياد العلمي والأخلاقي والاجتماعي، لأنها ملاك الحفاظ على الهوية الإسلامية والحصن من تسلّل الأفكار الضالة، وبذلك تعز الأمة وترقى وتبلغ من المجد أسمى مراتبها، مؤكدًا أن الحاجة ماسة لهدايات القرآن في هذه الحقبة، فالعالم اليوم يعاني الفتن والقلاقل ويعيش على كثير من الشكوك، فواجبنا أن ننهل من معين القرآن لنحقق سعادة الدنيا والآخرة.
وفي المسجد النبوي، أوصى الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله وطاعته، قائلاً: واتقوا الله إن الله سريع الحساب.
بين أن أنفع العلوم وأشرفها العلم بأسماء الله الحسنى الدالة على أحسن المعاني وأكمل الصفات وأجلها، وأن معرفة أسماء الله الحسنى من أبرز ما يضيء القلب وينشرح له الصدر، مشيرًا إلى أن من تلقّى أسماء الله الحسنى بالقبول والرضا والتسليم والانقياد والطمأنينة إليها وتعبد الله بها ازداد إيمانًا.
وأكّد أن المعرفة بأسماء الله والحاجة إليها تملأ القلب بمراقبة الله مراقبة تامة في الحركات والسكنات وتبادر العبادات والابتعاد عن المحرمات، فذلك يزيد الإيمان والعبودية.
قال إن لله تسعة وتسعين اسمًا، وإن من أحصاها دخل الجنة، واستشهد بأن العبد يجب عليه إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه في نصوص القرآن والسنة من غير تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل، كما جاء في قول الله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وقسّم الدعاء إلى قسمين: دعاء عبادة بمعرفة أن الله هو القوي المتين وهو الذي يحفّز التوكل والاعتماد عليه ويبعد الالتفات إلى غيره من المخلوقات، ودعاء المسألة وهو دعاء العبد بما يتوافق مع حاجته.
