اتضح من دراسة حديثة أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي قد يحمي صحة الفم واللثة بشكل كبير، حيث وجد الباحثون أن الالتزام بهذا النظام يقلل خطر الإصابة بأمراض اللثة والالتهابات بنسبة تصل إلى 65%، وهو ما أوردته نتائج الدراسة في مجلة طب دواعم الأسنان. النظام المتوسطي معروف بقوته في حماية القلب والوقاية من السرطان وداء السكري من النوع الثاني، ولكنه يبدو أن فوائده تمتد إلى اللثة والأسنان أيضًا. وتشير نتائج البحث إلى أن الاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة والمغذيات الدقيقة يقلل الالتهاب، وهو عامل رئيسي في أمراض اللثة. وتؤكد أخصائية صحة الأسنان والتغذية أن ما يفيد القلب يفيد اللثة، وأن النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا إلى جانب العناية الجيدة بالأسنان.
ما هو مرض اللثة ولماذا يجب أن نقلق بشأنه؟
مرض اللثة هو حالة التهابية تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان، ويؤثر على نحو 45% من البالغين في المملكة المتحدة تقريبًا. إذا تُرِك المرض دون علاج، قد يتسبب في تورم ونزيف اللثة ثم فقدان الأسنان في المراحل المتقدمة، كما يزيد من مخاطر أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية. تبدأ المشكلة بتراكم طبقة البلاك البكتيرية على الأسنان، لكن مدى تأثيرها يعتمد على استجابة الجهاز المناعي وعوامل مثل النظام الغذائي والتدخين والسمنة وممارسة الرياضة، فقد تختلف نتائج شخصين بذات كمية البلاك بناءً على مستوى الالتهاب في جسمهما. كما أن بكتيريا الفم يمكن أن تدخل مجرى الدم وتفاقم أمراض الجسم الأخرى، وتبين أن المصابين بأمراض اللثة غالبًا ما تكون أعمارهم أقصر من غيرهم. لكن الخبر السار أن التعديل الغذائي يمكن أن يغير الوضع بشكل كبير لصالح صحة اللثة والأسنان.
فوائد النظام الغذائي المتوسطي لصحة اللثة
الخضراوات الورقية
الخضراوات الورقية مثل الجرجير والسبانخ والسلق من أهم مكونات النظام المتوسطي، فهي غنية بالنترات التي تتحول في الجسم إلى أكسيد النيتريك، ما يعزز تدفق الدم إلى اللثة وهو ما يقلل الالتهاب ويحافظ على صحة الأنسجة. كما أن فيتامين ج يعزز مناعة اللثة، ويساعد الكالسيوم في تقوية الأسنان. وللحفاظ على الفوائد يُفضل طهيها بالبخار بدل الغلي، لأن الغلي قد يفقد جزءًا من النترات بنسبة كبيرة.
الحبوب الكاملة
الشوفان والقمح الكامل من العناصر الأساسية في النظام المتوسطي، لأنها غنية بالألياف ومكوّنات مضادة للالتهاب وتساعد في توازن ميكروبيوم الأمعاء وتثبيت مستويات السكر في الدم، وكل ذلك يحد من الالتهاب حول الأسنان واللثة.
التوت بأنواعه
التوت يحتوي على سكريات طبيعية أقل من فواكه أخرى وهو غني بمركبات البوليفينولات التي تمنع التصاق البكتيريا بالأسنان واللثة وتقلل من تكون البلاك وأمراض الفم. يُنصح بتناوله طازجًا أو مجمدًا أو إضافته إلى الإفطار والعصائر والسلطات للحفاظ على قيمته مضادات الأكسدة.
زيت الزيتون والأسماك الزيتية
زيت الزيتون البكر الممتاز يعتبر حجر الأساس في النظام المتوسطي، فهو يحتوي على مضادات أكسدة ومركبات مضادة للميكروبات تقلل الالتهاب وتمنع تراكم البكتيريا على الأسنان. وأظهرت دراسة أن الغرغرة بزيت الزيتون يوميًا لمدة 5 إلى 10 دقائق تقلل البلاك وتخفف التهاب اللثة خلال شهر واحد. كما أن الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل غنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تتحول في الجسم إلى مركبات مضادة للالتهابات وتحافظ على صحة اللثة. وتوجد مصادر نباتية لهذه الدهون مثل الجوز، والأفوكادو، وبذور الكتان.
الأطعمة المخمرة
الأطعمة المخمرة مثل الزبادي واللبن الرايب تدعم ميكروبيوم الأمعاء وهو ما ينعكس إيجابًا على صحة الفم. فالزبادي الطازج يحتوي على بروبيوتيك يساعد في تقليل أنواع البكتيريا الضارة وتخفيف الالتهابات والتسوس، كما أن البروبيوتيك قد يساهم في إعادة تمعدن مينا الأسنان وتحسين صحة أنسجة اللثة.
تجنب الأطعمة فائقة المعالجة
الأطعمة فائقة المعالجة كالحلويات والمقرمشات والمشروبات الغازية ليست مفيدة لصحة اللثة، بل قد تضعفها لأنها لينة وتقلل إفراز اللعاب وتزيد من نمو البكتيريا الضارة. بالمقابل، الأطعمة الغنية بالألياف وتحتاج للمضغ مثل الخضراوات النيئة والمكسرات تحفز إنتاج اللعاب الذي يساعد على تنظيف الفم وتحييد الأحماض.
قلل من اللحوم الحمراء
أثبتت الدراسات أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء قد يُفاقم التهابات اللثة. فقد أظهرت أبحاث من كلية كينجز لندن أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة المتقدمة مقارنة بغيرهم.



