يستقطب نظام الكيتو اهتمامًا عالميًا بفضل قدرته على تقليل الوزن وتحسين التحكم في سكر الدم عند تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون.
يدخل الجسم في حالة تسمّى الكيتوزية حيث يعتمد بشكل رئيسي على الدهون كمصدر للطاقة، وهذا المسار قد يحقق نتائج سريعة على المدى القصير ولكنه يثير تساؤلات حول آثاره على المدى الطويل.
أعراض الإنفلونزا الكيتونية وآثارها المؤقتة
تظهر أعراض تشبه الإنفلونزا خلال الأيام أو الأسابيع الأولى من اتباع الكيتو، مثل الصداع والغثيان والتعب والتقلبات المزاجية والدوران، وذلك نتيجة تكيّف الجسم من الاعتماد على الكربوهيدرات إلى حرق الدهون كمصدر رئيسي للطاقة.
يؤدي تقليل الكربوهيدرات إلى فقدان كميات من الماء والإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، ما يسبب الجفاف وتشنجات عضلية وإرهاقًا وتغيرات في المزاج، وهذه المرحلة تعد عادة الأصعب على المتبعين لكنها مؤقتة.
المضاعفات الكلوية والهضمية المرتبطة بالكيتو
يُحذر من أن النظام الغني بالدهون والمنخفض بالكربوهيدرات قد يزيد عبء الكلى ويعزز احتمال تكون حصوات في المسالك البولية، بسبب زيادة حموضة الدم وتراكم المعادن، فضلاً عن الحاجة إلى توازن الحموضة أثناء التخلص من الفضلات.
يؤدي تقليل الألياف الغذائية المرتبط بتقليل استهلاك الفواكه والحبوب والخضروات النشوية إلى خطر الاصابة بالإمساك ونقص فيتامينات أساسية مثل A وC وباقي مجموعة فيتامينات B، ما يؤثر في المناعة والطاقة والصحة العامة، وتوصي الدراسات با تضمين خضراوات ذات ألياف عالية ونسبة كربوهيدرات منخفضة ضمن الوجبات والتفكير في مكملات عند الحاجة لضمان تنوع غذائي متوازن.
التغيرات الأيضية والمخاطر طويلة المدى
تشير الدراسات إلى أن الاستمرار في الكيتو لفترات طويلة قد يخلّ بآليات التمثيل الغذائي ويمثل انحرافات في معايير الدهون والجلوكوز في الدم، مما يستدعي الحذر من استخدامه كإجراء صحي مستدام دون إشراف. كما أن الحفاظ على الحالة الكيتونية الصارمة يبدو صعبًا، إذ يعاود كثيرون استهلاك الكربوهيدرات بعد فترات من الالتزام، مما قد يربك التوازن الغذائي ويؤثر في التحكم بسكر الدم والطاقة، وهو أمر ذو أهمية خاصة لمرضى السكري والسمنة الذين يراقبون حالتهم الصحية عن كثب.
ينبغي على من يتبعون الكيتو لأسباب طبية إجراء أي تغييرات غذائية تحت إشراف طبي، فالتقلبات المفاجئة في مستويات السكر والطاقة عند العودة إلى نظام غني بالكربوهيدرات قد تكون ضارة على المدى الطويل، وتظل الاعتدال والاعتماد على خيارات غذائية مدروسة وتوازن صحيح للعناصر الحيوية هو الأساس للحفاظ على صحة مستدامة.



