ذات صلة

اخبار متفرقة

دراسة: 90% من موظفي مصر يستخدمون الذكاء الاصطناعى

تظهر الدراسة الحديثة بعنوان الأمن السيبراني في العمل: معارف...

تحذيرات من مخاطر شات جي بي تي الإباحي: كيف تحمي أبناءك؟

تخطط OpenAI لإطلاق وضع يتيح للمستخدمين البالغين المعتمدين محادثات...

المدينة أم الريف: علاقة وثيقة بين مكان إقامة الطفل واحتمالية إصابته بالسكر

أثر مكان إقامة الطفل وخطر الإصابة بالسكري من النوع...

اليوم العالمى للتأتأة: 8 حيل ذكية لإنهاء مشكلة التلعثم عند طفلك

راقب طفلك عندما يتحدث واستمع إليه باهتمام، وتحدث معه...

شات جي بي تي الإباحي: جدل حول تحويل الذكاء الاصطناعي إلى محتوى للبالغين

التوجه المحتمل لمحتوى البالغين في روبوت المحادثة تشير تقارير إلى...

العنف الرقمي الخفي يعيد تشكيل الهوية العاطفية للأطفال، اعرف كيف تسيطر عليه

يتعايش الأطفال اليوم بين عالمين متوازيين: واقع محدود بالعائلة والمدرسة وآخر افتراضي بلا حدود.

في هذا السياق، لم يعد العنف الرقمي مجرد مشهد بل تجربة يومية يمر بها الطفل مع تأثيرات نفسية وعاطفية خفية، أبرزها تشوّه الهوية العاطفية والاجتماعية بسبب المحتوى العنيف المنتشر في الألعاب والفيديوهات القصيرة ومنصات التواصل.

يقول الدكتور أحمد أمين، الخبير في العلاقات الإنسانية، إن الطفل لم يعد مجرد مشاهد للعنف الرقمي بل أصبح جزءًا منه من خلال الألعاب التفاعلية التي تمنحه دور البطل المنتصر بعد القتل أو التحطيم.

وأضاف أمين أن هذا التكرار يعيد برمجة دماغ الطفل عاطفيًا دون وعي، ويربط بين القوة والفعل العدواني وبين الفوز والإيذاء.

تغيّر مفهوم المشاعر والتعاطف

ويشير الدكتور أمين إلى أن الخطر الأكبر هو تآكل المشاعر الإنسانية، حيث يفقد الطفل تدريجيًا حس التعاطف ويتعامل مع الألم كمشهد ترفيهي. وتكرار مشاهدة المحتوى العنيف يجعل الطفل أقل حساسية لمشاعر الآخرين، وهو ما يظهر في سلوكه اليومي داخل المدرسة والمنزل دون سبب واضح.

غياب القدوة الإنسانية

وأوضح أمين أنه في الماضي كان الطفل يجد قدوته في الأب أو المعلم أو في شخصية كرتونية تحمل القيم. أما الآن، فأصبحت القدوة هي “بطل لعبة” أو “يوتيوبر عدواني” يربط البطولة بالعنف والسيطرة. ويؤكد الدكتور أمين أن غياب القدوة الحقيقية يترك الطفل عُرضة لتبني نماذج سلوكية خاطئة تؤثر في بناء شخصيته العاطفية والاجتماعية.

تأثير العنف الرقمي على الصحة النفسية

وبحسب الأبحاث الحديثة، يوضح أمين أن التعرض المستمر للمحتوى العنيف يؤدي إلى اضطراب في تنظيم المشاعر مثل سرعة الغضب أو البرود العاطفي، وارتفاع مستويات القلق الداخلي، واضطراب النوم، وضعف التركيز الدراسي، وصعوبة بناء علاقات قائمة على الثقة والتعاون.

حلول مقترحة لحماية الأطفال

ويقدّم الدكتور أحمد أمين مجموعة من التوصيات للحد من آثار العنف الرقمي على الأطفال: تربية رقمية واعية تعلم الأطفال اختيار المحتوى بعقل نقدي بدل المنع المباشر، نموذج أسري صحي يعزز لغة الحوار والتفاهم داخل الأسرة لتكون المرجع العاطفي للطفل، توفير بدائل جذابة من ألعاب ومحتويات تعليمية إيجابية تغذي الخيال وتنافس المحتوى العنيف، التعاون مع المدارس لدمج التربية الرقمية ضمن المناهج، ودعم نفسي مبكر باستشارة مختص عند ملاحظة علامات القلق أو العدوانية أو الانعزال.

واختتم الدكتور أمين تصريحاته قائلاً: “العنف الرقمي لم يعد مجرد تسلية، بل قضية هوية نفسية واجتماعية يجب مواجهتها بوعي ومسؤولية، لأن ما يراه الطفل اليوم يصنع شخصيته غدًا.”

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على